أضواء على مقاومة العصائب ضد الإحتلال والتصدّي للتكفيريين وأزلام النظام المباد

770

أضواء على مقاومة العصائب ضد الإحتلال والتصدّي للتكفيريين وأزلام النظام المباد

بقلم / أحمد رضا المؤمن

أدرك قادة المقاومة الإسلاميّة عصائب أهل الحقّ ومُنذ أوائل مسيرة التصدّي للقوات الغازية بشكلٍ واضح أنَّ نجاح العمل المقاوم في تحقيق الأهداف الكبيرة التي إنبرت من أجلها المقاومة وهي طرد قوات الإحتلال وتطهير أرضنا الطاهرة من دنسهم وشرورهم ، وإفشال مُخطّطاتهم المكشوفة لن يكون مُمكناً إلَّا عبر تنويع أساليب العمليات الجهاديّة العسكريّة ،  وقد كانت المرحلة الأولى التي تمثّل مرحلة التأسيس والإنطلاق والوصول إلى بناء القدرات وتوفير الإمكانات والإعتماد على النّفس ، وإستنفار الطاقات وتهيئة مُستلزمات العمل المقاوم الناجح والفاعل والمؤثر الذي يستطيع أن يغير المعادلات الإستراتيجية التي قدمت بناءً على مُعطياتها قوات الإحتلال الأمريكي ومن تحالف معها من الدول إلى العراق ، فبالإضافة إلى ما أشرنا لهُ من دورٍ كبيرٍ في التصدي للزمر التكفيريّة وبقايا أزلام النظام البعثي المقبور ، فقد تميزت هذه المرحلة بأسلوبين من أساليب العمل العسكري المقاوم وهي :

أوّلاً : أسلوب زيادة عدد العمليات العسكريّة ضدّ قوات الإحتلال

إتخذت المقاومة الإسلاميّة عصائب أهل الحقّ أسلوب زيادة عدد عملياتها ضدّ قوات الإحتلال وعلى مُستوى جميع محافظات الوسط والجنوب بهدف إيقاع أكبر الخسائر في أفراد وآليات ومُعدّات القوات المحتلة وإستنزافها وإرباكها ، وجعلها على بينة مفادها أنَّهُ لا فُرصَة لوجودها وبقائها في أيّ شبرٍ من أرض العراق ، ولا وجود لأيِّ مكانٍ في العراق يُمكن أن يشعر فيه المحتلّ الغاصب بالطمأنينة والأمان ، وأنَّ كُلّ الشعب العراقي يرفُض وجودهُ برغم جسامة التحديات وقلّة الإمكانيات المادية.

 بدأت هذه السلسلة البطولية بعد حادثة إعتداء القوات الأمريكية التي حاولت تدنيس راية الإمام المهدي “ع” في مدينة الصدر بالعاصمة العراقية بغداد ، حيث أمر سماحة الشيخ قيس الخزعلي مجموعة من المقاومين بقصف القاعدة الأمريكية في منطقة الرشاد شرقي بغداد رَداً على الإعتداء السافر ، وقد مَثّلَت هذه العملية مَرحَلَة إنطلاق العمليات الجهادية المسلحة ضدّ قوات الإحتلال التي أخذت تتطوّر وَتتصاعد نوعاً وكمّاً ، حتّى إندلاع إنتفاضة النجف الأشرف في 4 نيسان عام  2004، وكان لرجال المجاميع الخاصّة التي حَمَلَت فيما بعد إسم (المقاومة الإسلاميّة عصائب أهل الحقّ) السَهمَ الأوفر واليدُ الطولى في عمليات المقاومة ضدّ قوات الإحتلال والتي إستمرت بعملها المقاوم بعد إنتهاء معارك النجف الأشرف في أيلول عام 2004.

 وبالإستفادة من التجارب السابقة ، قرّرت قيادة الحركة طرح إستراتيجيّةٍ جديدةٍ في مقاومة المحتل تمثلت بإعتماد أسلوب (حرب العصابات) في ضرب قوات الإحتلال ومعسكراته وجميع مصالحه الثابتة والمتحركة والذي يختلف كثيراً عن أسلوب إدارة المعركة سابقاً من الجانب التكتيكي والأمني.

وقد أثبتت هذه الإستراتيجيّة نجاحاً كبيراً جدّاً من خلال القدرة على المناورة وإستنزاف العدو من طرف المقاومة.

ولعل من المُهم جدّاً الإشارة إلى أنَّ جميع عمليات المقاومة الإسلاميّة عصائب أهل الحقّ كانت نوعية ومؤثرة سواءً من خلال العبوات الناسفة أو القناصين المَهَرَة أو عَبر الجُهد الصاروخي الذي أمطر القواعد الأمريكية بصواريخ (حيدر) و(القاهر) أو قنابر الهاون وقاذفات الـ RPG أو غيرها ، ذلك أنَّها شَكّلت كَمّاً نوعياً سواء من حيث دقّة الإصابة أو من حيث التوقيت والأعداد الكبيرة لقتلى وجرحى عناصر الإحتلال التي فاقت الآلاف ، والتي إنكشفت للعالم أجمع رغم سياسات التعتيم المُتعمّدة والحازمة التي فرضتها الإدارة الأمريكية طوال فترة تواجد قواتها المحتلة في العراق.

وقد إرتفعت وتيرة العمليات في كافّة صنوف عمليات المقاومة ومنها عمليات الهندسة العسكريّة المتخصّصة بزراعة وتفجير العبوات الناسفة ضدّ آليات وعجلات قوات الإحتلال ، وكذلك عمليات التدخل التي أوقعت خسائر كبيرةً بالعدوّ ، كما كان لعمليات الجهد الصاروخي والمدفعية والدفاع الجوي دورٌ كبيرٌ في زيادة خسائر العدوّ في جميع المناطق التي شهدت تواجداً ملحوظاً لرجال عصائب أهل الحقّ.

كما عَمَلَت المقاومة وبجهدٍ كبيرٍ من أجل تطوير قابليات وقدرات العمل العسكري في المحافظات وخصوصاً البعيدة عن العاصمة بغداد والتي كان التواجد الأمريكي فيها ضعيفاً من أجل أن يُحافظ كُلّ التشكيل على مُستوى مُتقارب في التطوّر والنوعية ، وأن يفهم المُحتل الأمريكي أنَّ المقاومة موجودةٌ في كلّ المحافظات العراقية.

وقد إنتشر تواجد المقاومة بشكلٍ كبيرٍ في محافظات الوسط والجنوب،  وتكون في كلّ محافظة منها تشكيلٌ منظّم وفق هيكلٍ مُحدّد مبنيٍّ على أساسٍ مناطقيٍّ بحسب إنتشار العدوّ الجغرافي ، وقد تمثّل هذا التشكيل في ثلاث كتائب رئيسة هي :

•      كتائب الإمام الهادي “ع” والتي كانت تعمل في مناطق بغداد الرصافة ومحافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى وكركوك.

•      كتائب الامام  الكاظم “ع” والتي كانت تعمل في مناطق بغداد / الكرخ ومناطق جنوب بغداد.

•      كتائب الإمام علي “ع” والتي كانت تعمل في المحافظات الجنوبية.

 وكان زيادة عدد العمليات هو العلامة الأولى على وضوح تطوّر العمل الجهادي ، وإنتقاله من مرحلة التأسيس والبدايات الأولى إلى مُستوى تشكيلٍ يتواجد في إثنتي عشرة مُحافظةٍ من مُحافظات العراق.

وقد عَمَلت المقاومة الإسلاميّة على تشكيل هيكلٍ مُنظّم على مُستوىً مركزيٍّ يعتمد على القيادة المركزيّة تتضمن مُعاونيّة العمليات والأركان وقيادة مُشرفة عليها ، بالإضافة إلى عملها بنظام اللاّ مركزية للمحافظات بسبب سعة وكبر المناطق التي تعمل بها المقاومة بما يوفر مساحة من الحركة والقرار للتشكيلات المتكونة فيها ، وَيَمنحها القدرة على التعامل مع تحركات قوات الإحتلال وتكبيدها الخسائر بالأرواح والمعدات.

ثانياً : أسلوب العمليات العسكريّة النوعيّة ..

بعد نجاحاتها الكبيرة في زيادة عملياتها إنتقلت المقاومة الإسلاميّة عصائب أهل الحقّ إلى أسلوب القيام بالعمليات النوعيّة ضدّ قوات الإحتلال في العراق، والذي كان يهدف إلى زيادة دقّة وتأثير ومستوى تخطيط العمليات المنفّذة للإنتقال إلى عملياتٍ توقع خسائر أكبر بالعدوّ وبأساليب وطرق غير متوقعةٍ تؤدّي إلى زيادة حجم وتأثير العمليات مع تفعيل الجهد الإعلامي للمقاومة من أجل زيادة الضغط على قوات الإحتلال وإرباكها وإفشال مخطّطاتها في العراق.

و قد أبدى رجال المقاومة بكافّة صنوفها الاستعداد العالي والجهوزية التامّة لممارسة هذا الأسلوب الفريد, وبذلوا جهوداً جبارة يصعب توصيفها وفي ظروف صعبة جدّاً  لتطوير العمل  بالطريقة التي ضمنت قدرته على الإنتصار على مصاعب التطور التقني لآلة العدو العسكريّة وتقنياته الحديثة التي يتدرّع بها لحماية قواته من هجمات رجال المقاومة، والتي لم تنجح في حمايتهم من ضربات المقاومين، وكذلك الإستفادة من تجارب جهات وحركات المقاومة في العالم، وخصوصاً تجربة الحرس الثوري  للجمهورية الإسلاميّة الإيرانية وتجربة المقاومة الإسلاميّة حزب الله في لبنان وحركات المقاومة الفلسطينية وغيرها.

ومن الدوافع المهمّة التي دَفَعَت المقاومة الإسلاميّة إلى إنتهاج أسلوب العمليات النوعية  والتركيز عليها ، هو أن العدوّ رغم إزدياد عدد العمليات ضدّ جنوده وزيادة خسائره , لكنَّهُ كان يَتَعَمّد التعتيم الإعلامي ، وَيَتَحاشى كثيراً الإفصاح عن خسائرهِ الجَسيمة ، كما كان يَعمَد إلى عَدَم ذِكر إسم الجهة الحقيقية التي نفّذت العمليات ضِدّهُ إذا إضطر تحت وطأة فداحة خسائره أن يكشف عن جانبٍ منها ، ولا يُشير إطلاقاً إلى مواقع حدوثها خصوصاً تلك التي كانت تنفّذ في مُحافظات الوسط والجنوب العراقي ، رَغم أنَّ قائد قوات العدوّ في العراق الجنرال (رايمون اوديرنو) إعترف في جلسة إستماعٍ رَسميّةٍ أمام الكونغرس الأميركي في 8 آب عام 2007  بأنَّ (73 % من خسائر قواته كانت بسبب الميليشيات الشيعية المتطرفة) ، وتسمية (الميليشيات) هي المصطلح الذي إختارته الإدارة الأمريكية وقيادات قوات الإحتلال ، وَرَوّجَتها في وسائل إعلامها للتعبير عن فصائل المقاومة المنتمية إلى خط أهل البيت “ع” ولا زالت هذه التسمية مُعتمدةً لدى العديد من الجهات ووسائل الإعلام الطائفية وغيرها.

فكان الدافع الآخر للتركيز على العمليات النوعية هو إجبار العدوّ على الإعتراف بالخسائر، لأنَّ العمليات النوعية بسبب أسلوبها والخسائر التي تسبّبها، تضطرّ العدوّ إلى الإعتراف بها وتجعل وسائل الإعلام تنقلها خصوصاً مع وجود التصوير الموثق لهذه العمليات.

 أهم العمليّات النوعيّة ضدّ الإحتلال الأمريكي :

لا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ العمليات المذكورة أعلاه هي غيضٌ من فيضٍ من عطاء المقاومة الإسلاميّة عصائب أهل الحقّ وعملياتها النوعيّة ، التي أذاقت قوات الإحتلال الأمريكي ومن تحالف معها مرارة الهزيمة وإجبارها على الإنسحاب المذلّ من أرض العراق ، بعد أن كبّدتها أفدح الخسائر في العناصر والمعدات والآليات ، والتي لا يتسع مُحتوى هذا الكتاب لجمعها وتعدادها .

 وفي ما يلي إستعراضٌ لعشرةٍ من أبرز العمليات التي نفّذها رجال المقاومة الإسلاميّة عصائب أهل الحقّ :

  1. عملية “خان النص” في النجف الأشرف :

وهي عملية إستهداف موكب القائد العسكري الأميركي بمنطقة خان النص في النجف الأشرف في شباط عام 2005، وتمكن فيها رجالات المقاومة من إصابة الآلية التي كانت تقلّ القائد الأمريكيّ والذي كان يحمل رُتبة جنرال وهي أعلى رُتبةٍ عسكريّةٍ تُقتل في العراق ، وقامت قوات الإحتلال على أثرها بأعمال إنتقامية في تلك المنطقة ومحيطها ، بإعدام بعض من أبناء المنطقة الذين ظنّت أنَّ لهم صلةً بالعملية ، وبالنظر لأهميّة ومكانة القتلى فقد قامت قوات الإحتلال بعد ذلك بوضع أكاليل من الزهور في إحتفال تأبيني في مكان العملية.

2-  إختراق الطائرات المسيرة :

وهي عملية إختراق طائرات الإستطلاع التي كانت تستخدمها قوات الإحتلال للتجسّس وتحديد الأهداف التي تريد ضربها ، حيث تمكّن الكادر الفنيّ في المقاومة في آذار عام 2006 من إلتقاط إشارات هذه الطائرات ، دون أن يعلم خُبراء وزارة الدفاع الأمريكيّة بهذا الخرق ولفترة طويلة ، تمكنت خلالها قيادة المقاومة من معرفة نطاق عمليات العدو والإحتماء من رصد هذه الطائرات ، وكان هذا النجاح بإمكانيات وقدرات ذاتية وبسيطة في بدايتها ، ثم قام الكادر الفني للمقاومة بتطويرها ، وبالتالي أعطى قوّةً ووضوحاً أكبر للصور والمعلومات التي كانوا يلتقطوها.

3-   عملية إسقاط المروحية البريطانية في البصرة :

وهي عملية إسقاط المروحية البريطانية نوع (ويست لاند لينكس) في 6 حزيران عام  2006 في مُحافظة البصرة ، وكانت هذه الطائرة تقلُّ مجموعةً مكونةً من خمسةٍ من أهمّ وكبار ضُباط ومراتب سلاح الجوّ الملكي البريطاني أحدهم (قائد أسطول جوّي) ، والمُفارقة أنَّ هذا الوفد العسكري النوعي والعالي المستوى جاء إلى العراق للإطّلاع على إجراءات الحماية في الطيران البريطاني , وإذا بأعضاءه يسقطون قتلى على يد (القائد الشهيد فائق الخزعلي)، شقيق الأمين العام للحركة وأخوته رجال العصائب في البصرة وفي مُقدمتهم (الشهيد القائد أبو كوثر الشاوي) و(الشهيد القائد أبو ياسين المالكي) ، وقد إعترفت قوات الإحتلال البريطاني بهذه العملية ، ونُشرت أسماء القتلى ورُتبهم ، وكانت هذه العملية الأكثر إيلاماً للجيش البريطاني بسبب أهمية القتلى ومكانتهم ورتبهم العسكرية.

4- عملية تفجير قاعدة فالكون (الصقر) في جنوب بغداد :

وهي عملية تفجير قاعدة فالكون (الصقر)  في منطقة الدورة جنوب العاصمة بغداد وتدميرها بشكلٍ كاملٍ إذ بقيت الإنفجارات وأعمدة الدخان مستمرة لمدة 13 ساعة ، بعد تمكن قوات الإسناد المدفعي التابعة للمقاومة الإسلاميّة عصائب أهل الحقّ من إستهداف مخزن الذخيرة الأساسي للقاعدة بوابلٍ من القذائف ، بعد تحديد أماكن المخازن الموجودة في القاعدة ومن ثم تنقيطها وإستهدافها من قبل الإسناد والمدفعية ، وقد تجاوز فيها عدد قتلى قوات الإحتلال الأمريكي الـ(100) قتيل ، ولم يعترف بهم العدوّ دفعةً واحدةً وإنَّما إضطرّ إلى أن يعلن عنهم تباعاً على شكل وجبات ، خلال شهر تشرين الأوّل من عام 2006، وقد سجّل  في هذا الشهر العدد الأكبر من قتلى القوات المحتلة.

 وحاولت بعض الفصائل ممّن  تتسمّى بالمقاومة إدّعاء هذه العملية إعلاميّاً نظراً لأهميتها والخسائر الكبيرة التي تكبدتها قوات الإحتلال ، زاعمين بأنَّهم إستهدفوها بصواريخ الكاتيوشا ، إلَّا أنَّ قوات الإحتلال نفسها أعلنت أنَّ القصف كان بقذائف الهاون التي إنطلقت من منطقة (أبو دشير) القريبة من القاعدة والمعروفة بإنتمائها وتواجد أبناء المقاومة الإسلاميّة عصائب أهل الحقّ فيها.

5- عملية إستهداف الزوارق البريطانية في البصرة :

وهي عملية إستهداف القوّة البحرية البريطانية في شطّ العرب في محافظة  البصرة عام 2006، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة  عددٍ كبيرٍ من عناصر قوات الإحتلال ، التي وقعت في شراك المقاومة التي نصبها رجال عصائب أهل الحقّ على ضفاف الشطّ ، في عمليةٍ فريدةٍ من نوعها تعمّدت قوات الإحتلال إخفاء خسائرها  الكبيرة فيها ، وقد تمّ في العملية إستهداف زورقين ، يحمل كلّ زورقٍ منها (10) عناصر من قوات الإحتلال البريطاني بعد مُتابعتها ورصدها، حيث كانت هذه الزوارق وفي يومٍ واحدٍ في الأسبوع تنطلق من القصر الرئاسي ، وتتّجه إلى المكان الذي تمّ إصطياد الزوارق فيه وتدميرها عن طريق زراعة عبوات ناسفة على ضفة النهر، وكان من المخطّط أن يقوم فصيلٌ من قوات التدخّل  في المقاومة الإسلاميّة بعد إنفجار العبوات المزروعة بأسر من ينجو من العملية، التي أسفرت عن مقتل جميع عناصر العدو، ولم ينجُ منهُم أحد.

6- عملية تحرير معسكر “أبو ناجي” في محافظة ميسان :

وهي عملية تحرير مُحافظة ميسان وطرد القوات البريطانية من مُعسكر أبو ناجي ، والتي شهدها آب عام 2006 ، ودارت خلالها رحى المقاومة لتطبق على المعسكر الكبير المُحصّن الذي إتخذته قوات الإحتلال البريطاني مقراً لها بأكثر من 283 قذيفة ، جعلت العدو أمام حلٍّ وحيدٍ وهو الهروب بإتجاه البصرة والنجاة بما تبقى من عناصره وآلياته ، وكانت مُحافظة ميسان وبجهود رجال المقاومة الإسلاميّة ومن تعاون معها من الأهالي أوّل مدينة عراقية تتحرّر من ربقة قوات الإحتلال البغيض وتعيد أمجاد سكانها الأوائل الذين تصدّوا بكلّ بسالةٍ لوجود القوات الأجنبية في مدينتهم في الحرب العالمية الأولى .

7- عملية (جحيم السبعين) في الناصرية :

في أواخر آذار  عام  2006  بدأ التخطيط والإعداد لعمليةٍ نوعيةٍ كبيرةٍ لإستهداف أرتال العدوّ في محافظة ذي قار جنوبي العراق ، في منطقة عمليات (كتائب الإمام علي “ع”) التي هي إحدى تشكيلات العصائب في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار حيث إنطلق الإعداد والتخطيط لعملية تفجير (سبعين) عبوةً ناسفةً زَرَعَت بمُحاذاة الطريق الذي تسلكه آليات العدوّ ، وقد تمّ التجهيز لتنفيذ هذه العملية بشكل مُتكامل , إضافةً إلى تحديد واجبات أفراد المقاومة الذين أكملوا زَرع العبوات ، ثمَّ المرابطة في المكان بإنتظار وصول الهدف الذي وَصَل يوم 5/4/2006  بعد خمسة أيامٍ من الانتظار ، وكان رَتلاً مُكوناً من 6 آليات لقوات الإحتلال نوع (دفع رباعي) مُصفّحة ، وقد تمّ التفجير سِلكيّاً للسبعين عَبوَة التي زُرِعَت على إمتداد مسافة 100 متر تقريباً ، وذلك بعد دخول خمسة آليات نقطة المقتل ، وواحدة لم تدخل ،  وقد سقط فيها 16 عنصراً من رجال المخابرات الأمريكية بين قتيل وجريح ، وأما العناصر الأربعة في الآلية الأخرى فقد أسرعوا بسحب القتلى والجرحى ، ولم يَمضِ سِوى وَقتٍ قصيرٍ حتّى توجّه قائد شُرطة الناصرية في حينها إلى رجال العصائب وهو يؤكد أنَّه أنَّ عدد القتلى خمسة و11 جريح 6 منهُم مُقطّعَة أعضائهم وَهُم في حالة خطرة جداً ، وهو يُضيف أنَّه أعان الناجين على الهروب مُصطحبين مَعَهُم جُثَث القَتلى وَالجَرحى ، وَجَدير بالذكر أنَّ  قائد القوات الأمريكية  في المنطقة قام بإستدعاء قائد الشرطة ، وسأله عن الجهة التي تقف خلف العملية ، مُعترفاً أنَّها من أكبر عمليات التفجير التي ضربت قواته حجماً وتنظيماً ، ووفق ما تسرب من معلوماتٍ من المترجمين العاملين هُناك فإنَّ من بين القتلى ، مسوؤلٌ كبيرٌ من المخابرات الأمريكية ، وأنَّ إثنين آخرين من المصابين قد فارقا الحياة ، أمّا رجال المقاومة فقد إنسحبوا بسلام ، بعد إتمامهم لهذه العملية النوعية الكبيرة التي هزّت أركان الإحتلال وجعلته يُعيد حسابات تواجده في المحافظة.

8- عملية تفجير طائرة الهيركيلوس C-130  في مُحافظة ميسان :

وهي الطائرة الأمريكية الصنع الضخمة ، والتي تستخدمها القوات المحتلة في نقل أعدادٍ كبيرةٍ من عناصرها ، إضافةً إلى نقلها كمياتٍ كبيرةٍ من الأسلحة والأعتدة للأماكن التي تتحرّك فيها قواتها.

وقد تمّ استهدافها من قبل رجال العصائب في هذه العملية البطولية التي شارك فيها مسؤول معلومات المحافظة (القائد الشهيد ابو ياسين البخيتاوي) أثناء هبوطها في المدرج المُعدّ لها بقاعدة مَطار (كميت) العسكري في منطقة البتيرة في مُحافظة ميسان بتأريخ الخامس والعشرين من شباط عام 2007  مما أدّى إلى تدمير الطائرة بشكلٍ كاملٍ ، وترك حطامها المتناثر في أرجاء المطار ، والذي أسفر عن مَقتل وإصابة العشرات من جنود العدو ، من خلال زَرع عددٍ من العبوات على جانبي المدرج.

وقد إعترفت المتحدثة بإسم قوات الإحتلال البريطاني  في حينها (كيت براون) بمصرع (60)عُنصراً كانوا على متن الطائرة مع كامل تجهيزاتهم وأسلحتهم ، وقد نُشر الخبر في موقع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) لكنّها سَحَبَت إعترافها بسُرعةٍ ، وَجَدير بالذكر أنّ هذه الطائرة بما تتوفر فيها من تقنيات عالية تعتبر عصية على الإسقاط بصواريخ (أرض – جو) التي كانت تستخدمها المقاومة ،  بسَبَب أنظمة الدفاع المتطورة المجهزة بها ، ممّا دفع رجال المقاومة إلى إستخدام خطةٍ بارعةٍ لا تخطر على بال العدو ولا يُمكن لهُ توقّعها ، حين أقدموا على زراعة المدرج الذي تهبط عليه الطائرة بنفس العبوات التي يستعملها أبطال المقاومة في إستهداف الآليات العسكرية ، ولكن بتوجيهها بزاوية مُحَدّدَة ، بعد زَرعها على جانبي المدرج بناءً على مُراقبةٍ ورصدٍ وتحصيل معلوماتٍ دقيقةٍ عن مكان هبوط الطائرة وسُرعتها عند الهبوط ، وجدير بالذكر أنّ هذه العملية الكبيرة جاءت بعد أشهُرٍ من تحرير مُحافظة ميسان وطرد القوات البريطانية المُحتلة التي كانت متواجدةً فيها في آب عام 2006 ، حيث لجأت قوات العدو إلى إستخدام هذا المطار المهجور لنقل عناصرها بأسلوبٍ ماكرٍ تمّ كشفه من قبل عناصر الجهد الاستخباري للمقاومة ، الذين تابعوا حركة عناصر العدو – الذين لم يعُد لهُم مقرٌ في المحافظة -، فإضطرّوا إلى اللجوء إلى أسلوب إستخدام التنقل عبر هذه الطائرات ، ومن ثمّ التحرك في أطراف المحافظة ، حيث تمّ إستهدافهم وتدمير الطائرة بعمليةٍ نوعيةٍ أدت إلى شلّ حركة العدو في تلك المناطق.

 9-  عملية كربلاء :

وهي العملية النوعية الأبرز على مستوى الشرق الأوسط ، وليس في العراق فقط ، حسب إعتراف كبار جنرالات العدو في حينها ، وقد تمّ تنفيذها مع بدايات شهر مُحرمٍ الحرام الموافق لشهر كانون الثاني عام 2007، وعلى أرض كربلاء ، حيث تم إقتحام المقر الأمني الشديد التحصين الذي كان يتواجد فيه فريقٌ إستخباراتيٌّ خاصٌّ لقوات الإحتلال الأميركي مع قوة حمايةٍ كبيرةٍ لهم ، حيث تمّ إختيار (180) مُقاوماً من رجال العصائب من مُختلف مُدن العراق وتوزيعهم على شكل مَجاميعٍ مُنفصلةٍ كُلٌّ حَسَب الواجب المكلف به ، ومن ثم اقتحمت قوةٌ خاصة من نخبة المقاومة على شكل موكب من سيارات الدفع الرباعي الأميركية الصنع، بشكل يشبه المواكب التي تستخدمها أجهزة الإستخبارات الأمريكية ، فتم قتل 8 عناصر من  قوة الحماية الأمريكية وأسر خمسة آخرين ، بينهم ضابطٌ برتبةٍ عالية من الفريق الإستخباراتي ، وقد تسبب هذه العملية بذُعرٍ كبير هزّ أركان القيادة الأمريكية ، وبقي صداها لفترةٍ طويلةٍ يؤجج عوامل الخوف والقلق الذي سيطر على أداء العدو وتسبب في إرباكه ، وَجَعلَهُ يُعيد حساباته لوجود  فصيلٍ مُقاوم لديه القدرة والإمكانية على التخطيط والتجهيز والتنفيذ لمثل هذه العملية الكبيرة، وقد  أضطر العدو حينها إلى الإعتراف بمقتل الخمسة الذين لم تنجح عملية الاحتفاظ بهم، ولم يعترف بالقتلى الثمانية الآخرين، وقد حقّقت العملية صدىً إعلامياً كبيراً ، أفقد العدو توازنه وأظهره للعالم على حقيقته ، تحت وطأة قوة وبسالة رجال المقاومة وحكمتها وحنكتها.

10- عملية أسر المستشار البريطاني وعناصر حمايته في بغداد :

وهي عملية أسر المستشار البريطاني (بيتر مور) الذي يعمل لحساب قوات الإحتلال الأمريكية مع عناصر حمايته الأربعة ، إذ كانت قوات الإحتلال تعمل على تأسيس أنظمة تجسّس سريّة ، تهدف إلى السيطرة على خيرات وثروات ومُقدرات العراق والتحكم بمصيره عبر الهيمنة الإقتصادية على موارده المالية ، وقد تمّ تنفيذ هذه العملية بعد أقل من شهرين على قيام قوات الاحتلال الأمريكي بإعتقال الأمين العام للحركة سماحة الشيخ قيس الخزعلي ،  وكان الهدف الأوّل من هذه العملية، هو أسر شخصيات كبيرة ومُهمّة ، تستطيع أن تؤثر في القرار العسكري والسياسي يُمكن من خلالهم السعي لإطلاق سراح قادة المقاومة ورجالها المعتقلين في سجون الاحتلال ، عبر مقايضتهم بالأسرى الذين أوقعت بهم المقاومة، وتميّزت هذه العملية بأعلى مُستويات الإحتراف من جهة التخطيط والتنفيذ ، وتجلّت المرحلة الأصعب منها في الاحتفاظ بهذا العدد من الأسرى لفترةٍ تجاوزت العامين، لحين إتمام إطلاق سراح سماحة الأمين العام مع (285) مُعتقلاً آخر من مُختلف فصائل المقاومة مع مجموعة من المعتقلين كبار السن من مختلف المذاهب والانتماءات الموقوفين بتهمة مقاومة الاحتلال، في وقت إستنفرت فيه قوات الإحتلال كلّ إمكانياتها السياسية والإستخبارية والعسكرية في محاولة منها للإستدلال على مكانهم ، مُستخدمين أحدث التقنيات التي توصّلت إليها التكنولوجيا العسكرية والأمنية ، من أجل أن تحدّد أماكنهم ومن ثمّ تقوم هي بإستنقاذهم ، فبقيت تماطل لفترة طويلة ، وعندما عجزت أضطرّت للقبول، وطلبت التفاوض عبر الوسيط الحكومي العراقي ، وقد إدعت في مُحاولة منها للتقليل من حجم المنجز الذي حققته العصائب إنَّ المكان الذي كان تحتفظ به عصائب أهل الحقّ  بـ(المختطفين) كان خارج العراق  وتحديداً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من أجل التغطية على فشلهم في العثور عليهم، وهو الأمر الذي دحضه (بيتر مور) نفسه ، بعد إطلاق سراحه من خلال تصريحات إعلامية متعددة، مؤكّداً في ردّه على هذه الإفتراءات ، إنّه لم يذهب به مطلقاً خارج العراق ، وأنّه كان متأكّداً من ذلك بسبب انطفاء التيار الكهربائي المتكرر ، وتشغيل المولدات الكهربائية وهي مسألة غير موجودة إلّا في المناطق العراقية.

وجدير بالذكر أنَّ عملية أسر مستشار قوات الاحتلال هذه سجّلت علامةً فارقةً في تأريخ  الإدارة الامريكية التي رضخت ولأوّل مرة لإرادة المقاومة الإسلامية، ونفذت مطالبها بإطلاق سراح المقاومين من معسكرات الإعتقال الأمريكية التي أمضوا فيها فتراتٍ طويلةً ، فالمعروف عن القوات الأمريكية أنّها ترفض رفضاً قاطعاً التفاوض حول تبادل أسرى مع المقاومة في كلّ البلاد التي احتلتها، ولكنّ حنكة قادة المقاومة بإعتقال العملاء البريطانيين الذين يمتلكون المعلومات المهمّة عن حقيقة عمل قوات الاحتلال أجبرت الإدارة الأمريكية مع ضغط الحكومة البريطانية على الرضوخ والإذعان لإرادتها وشروطها في النهاية.

وبعد هذا الإستعراض السريع لهذه المجموعة من العمليات المتميزة ، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ قيادة المقاومة ورجالها كانوا حريصين بشكلٍ كبيرٍ ودقيقٍ على تجنب المدنيين الأضرار التي قد تنجم العمليات ، وتمّ تأجيل تنفيذ أكثر من 300 عملية ضدّ أرتال وقوات الاحتلال في مختلف المحافظات لوجود بعض المواطنين في مكان التنفيذ، كما إنَّ ذاكرة المقاومة ما زالت تختزن الكثير الكثير من العمليات التي بلغ عددها الموثق في إرشيف الإعلام الحربي (6132) عمليةٍ جهاديةٍ ، تمّ تنفيذها في ظروف يصعب وصفها، ونجحت في تحقيق الإستقلال وتحرير العراق من الإحتلال الأمريكي البغيض، وجعلته يخرج ذليلاً مهزوماً بكلّ عديده وعدّته الضخمة، التي تحطّمت على أيدي رجال العصائب وأخوتهم في فصائل المقاومة، وبإعتراف قادة وجنرالات الحرب الأمريكان الذين تساقطوا الواحد بعد الآخر وهم يعترفون بهزيمتهم الساحقة في عراق المقاومة، حيث بلغ عدد قتلاهم وبحسب الإحصاءات الرسمية التي إعترف بها قادة الاحتلال الامريكي الذين لا يُعلنون إلا جُزءً من خسائرهم التي تتضمن أعداد ضباطهم وجنودهم المقتولين، أما المرتزقة من جنسيات اخرى،  وهم باعداد كبيرة جداً، فإنه كان يتعمد التعتيم على ذكر أعدادهم .

وأدناه إحصائية موثقة تناقلتها وسائل الإعلام الأمريكية في حينها :

العدد الكلي (4485) أربعة آلاف وأربعمائة وخمسة وثمانين قتيل  من عام  2003 الى عام  2011

وهم كالأتي وايضا حسب تصريحات جيش الاحتلال الأمريكي :

في عام 2003  كان عدد قتلى القوات الأمريكية  486 قتيلاً، وفي عام 2004  كان عدد قتلاهم  849 قتيلاً، وفي عام 2005 وصل عدد القتلى إلى 846 قتيلاً، وفي عام  2006 كان عدد القتلى 823 قتيلاً، وفي عام 2007  بلغ عدد القتلى 904 قتلى، وهو العام الأعنف على قوات الاحتلال الذي بلغ فيه عدد قتلاه بحسب ما تناقلته وسائل الاعلام  1017 قتيلٍ في هذا العام، أما العام 2008 فقد إعترفت الإدارة الأمريكية بسقوط 314 قتيلاً، بينما بلغ عدد قتلاها عام 2009 بحسب البيانات الرسمية 149 قتيلاً، بينما شهد عام 2010  مقتل 60 عُنصراً، فيما بلغ عدد القتلى 54 قتيلاً في العام الأخير 2011 الذي شهد في أواخره إنسحاب قوات الإحتلال من العراق.

ومن الثابت لدينا أنّ هذه الأرقام تتعمد التقليل من حجم خسائر العدو، وهي تختلف تماماً عن ما كان مايشاهد بالعيان من قبل رجال المقاومة، ففي عمليات كانت تصور فيها جثث الجنود المقطعة نجد إدارة الاحتلال تدلي في بياناتها أنّ العملية أسفرت عن جرح جنديٍّ واحدٍ فقط.

وقد أحصى كادر الإعلام الحربي لغاية نهاية عام  2007 أكثر من 4000 قتيل من عناصر الإحتلال على أيدي رجال العصائب في مختلف الصنوف، وبالدليل المرفق في إستمارة العملية ونموذج العملية، وجدير بالذكر أنّ منتصف تموز 2007 كان الأعنف من حيث عدد العمليات التي شنّها رجالنا ضدّ قوات الإحتلال في أرتالهم وقواعدهم ومقراتهم، إذ بلغ عدد العمليات 21 عمليةً بطولية في محافظات الديوانية و بابل والبصرة وبغداد و ديالى و واسط  والموصل التي شهدت عدة عملياتٍ نفّذها رجال المقاومة  الذين  نجحوا في  تجاوز الحدود المعتادة لمناطق العمليات، وتمكّنوا من العمل داخل محافظة نينوى،  كما شهد هذا اليوم  تأجيل عمليتين بجانب الكرخ، وعملية ثالثة في محافظة النجف الأشرف لوجود مدنيين قرب مكان التنفيذ.

 وقد كان لإقدام قوات الاحتلال الأمريكي على إعتقال سماحة الأمين العام الشيخ قيس الخزعلي وشقيقه الشيخ ليث الخزعلي مع مجموعةٍ من كوادر المقاومة  في محافظة البصرة في آذار عام 2007  أثراً مهمّاً في زيادة عمليات رجال العصائب ردّاً على هذا الإعتداء السافر الذي طال قادة المقاومة.لقد سجلت حركة عصائب أهل الحق وبتضحياتٍ عزيزةٍ ودماءٍ غاليةٍ وعزيمةٍ جبارةٍ وإرادةٍ صنعت المعجزات صفحاتٍ ناصعةً للإنتصار على أكبر وأعتى قوةٍ بشريةٍ عسكريةٍ على وجه المعمورة ، عبّر عنها الأمين العام للمقاومة الإسلامية عصائب أهل الحقّ في كلمةٍ له في أوّل إحتفالية للتحرير والاستقلال وسط العاصمة العراقية بغداد تحت نصب الحرية بقوله : (إنّ إنتصار الشعب العراقي على قوات الإحتلال الأمريكي أعظم من إنتصارهم في ثورة العشرين ، فالعراق كان محتلاً من طرف واحد، بينما إحتلاله خلال السنوات السابقة كان من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وعشرات الدول الأخرى ، فضلاً عن مقاومة جميع المحافظات العراقية للإحتلال الأميركي، بخلاف ثورة العشرين التي قاومت فيها محافظات معينة، وكذلك فإنّ المقاومة حققت الإنتصار العسكري ونجحت في إنهاء الوجود الأمريكي في العراق، بينما ثورة العشرين لم تحقّق الإنتصار العسكري).

التعليقات مغلقة.