التأريخ لا يرحم .. فماذا سيقول عنا أحفادنا عام 2120 ؟؟

491

التأريخ لا يرحم ..
فماذا سيقول عنا أحفادنا عام 2120 ؟؟

بقلم / أحمد رضا المؤمن

انشغل التأريخ وكتابه ومحللوه منذ اندلاع ثورة العشرين الأولى 1920 بتوثيقها والكتابة عنها وتحليلها والحديث عن أبطالها وشهداءها وانتصاراتها وصولاتها وجولاتها التي أجبرت الإحتلال الانجليزي على الخروج من العراق تدريجيا ذليلا ومن ثم تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921

كما ان المؤرخين لم يغفلوا ولم يفوتهم توثيق ما فعله العملاء ضد الثورة والثوار والتآمر عليهم والذين كانوا يعرفون بعملاء (الأوفس office) اي مكتب الحاكم البريطاني والذين كان همهم الأول والأخير طاعة المحتل وتنفيذ تعليماته وسياساته حتى بعد خروج الاحتلال العسكري والتأريخ زاخر بالحديث عن هؤلاء من عملاء الأوفس وأعمالهم الدنيئة وهم من مختلف الطبقات من التجار والوجهاء والاقطاعيين وشيوخ العشائر وحتى من بعض رجال الدين .

وبقي الشعب العراقي طوال 100 عام يقيس المواقف الوطنية بما سجله الآباء والأجداد من مواقف خالدة وحاسمة وشجاعة في ثورة العشرين الأولى فتراهم يحتفظون بذكريات وصور ووثائق تثبت مشاركة آباءهم وأجدادهم في هذه الثورة العظيمة وحرصهم على الوفاء لتضحياتها وأهدافها وبطولاتها ضد العدو البريطاني المحتل وتسجل بالمقابل مواقف خزي وعار لكل من تخاذل عن نصرتها أو المشاركة فيها بأي شكل من الأشكال فضلا عمن حاربها وتآمر عليها .

واليوم وبعد قرن كامل تبدأ ثورة العشرين الثانية 2020 بعد قرار برلماني تأريخي رسمي يطالب بخروج قوات الإحتلال فورا ومن ثم تظاهرات مليونية منقطعة النظير شاركت فيها مختلف الشرائح الوطنية والإسلامية من جمهور خط الحشد الشعبي والمقاومة والممانعة لتتبعها بعد ذلك مواقف أشد لهجة وقيلا لإجبار المحتل الأمريكي وحلفاءه على الخروج من أرض العراق .

والتأريخ اليوم هو نفسه اليوم يسجل مواقف الناس من ثورة العشرين الثانية بين من يؤيدها ويدعمها ويشارك فيها بأي شكل من الأشكال سياسيا أو ثقافيا او إعلاميا او اجتماعيا او قانونيا او حتى عسكريا .
ويسجل أيضا مواقف من يتخاذلون عن هذه الثورة ويشككون بها وبأهدافها وإنجازاتها ويبررون وجود المحتل ويبذلون جهدا في محاولة خلط الأوراق وربط اي موقف لهذه الثورة وقادتها بأمور أخرى بل ويتآمرون عليها سرا وعلانية .

وهنا لنا أن نسأل أنفسنا ماذا سيكتب التأريخ عنا بعد مائة عام في 2120 ؟؟؟

سيكتب ببساطة أن أجدادنا العراقيين المؤمنين الوطنيين الاصلاء الشجعان الغيارى ثاروا في ثورة العشرين الثانية عام 2020 ضد الاحتلال الأمريكي وحلغاءه وأعوانه وتمكنوا من طرده بمختلف الوسائل .
وأنهم لم يبالوا بما قام به عملاء الاحتلال وأدواته في مشروع الجوكر الماسوني من تشكيك وتشويه وتسقيط وإرهاب واجرام وعمالة وتنفيذ لما تمليه عليهم سفارات الاحتلال الأمريكي وحلفاءها رغم كل الأموال الطائلة التي رصدت لهم والإعلام والفضائيات والسوشيال ميديا الذي سخر لهم .

نعم إخوتي الثائرون الأفاضل ..
كنا ولا زلنا نقرأ ونسمع بأن (التأريخ لا يرحم) وها هو اليوم يسجل من اليوم مواقف ثورة العشرين الثانية بجزئين ..
جزء لأهل (الفخار) وجزء ثاني لأهل (العار) . فحذار حذار ان يسجل اسمك في الجزء الثاني جزء العار والشنار فيلحق هذا العار والشنار ابناءكم واحفادكم.

ولنكن جميعا كما قال سماحة الشيخ قيس الخزعلي في دعوته بالأمس لثورة العشرين الثانية (نعم الأحفاد لنعم الأجداد) فالأمجاد والمواقف تتوارثها الأجيال فإجعلوا ابناءكم واحفادكم عام 2120 يفتخرون بكم وبمواقفكم وبطولاتكم لتكونوا أنتم أيضا (نعم الأجداد لنعم الأحفاد) .

التعليقات مغلقة.