الجيش العراقي يكشف التناقضات والمواقف المخادعة

485

الجيش العراقي يكشف التناقضات والمواقف المخادعة

بقلم / أحمد عبد السادة

إبتداءً لا بُد من رفض أية إساءة للجيش العراقي ، بشكل عام ، وإذا كان هُناك ثمة إنتقاد للجيش فيجب أن لا يكون بطريقة “التعميم” وشمول “الكل” بالإنتقاد ومن ضمنهم الكثير من الضباط والجنود الذين رابطوا على سواتر الشرف والبطولة وساهموا مع أبطال الحشد الشعبي وجهاز مُكافحة الإرهاب والشُرطة الإتحادية بتحرير الأراضي العراقية من إرهاب داعش ، بل يَجب – في حالة الإنتقاد الموضوعي الحريص – أن يتم إنتقاد “بعض” ضُباط الجيش الفاسدين والخونة والمتواطئين مع العدو كمحمود الفلاحي مثلاً ، والدعوة إلى تنظيف مؤسسة الجيش منهم للحفاظ عليها.

الإساءة للجيش كمؤسّسة أمر مرفوض بالتأكيد ، ولكن الأمر الذي تمت مُلاحظته من خلال السجال الدائر حول الجيش العراقي هذه الأيام هو أن “الكثيرين” ممن كانوا يُسيئون للجيش في السنوات السابقة ويوصمونه بالطائفية ويصفونه بأبشع الصفات ، أصبحوا اليوم فجأة مُدافعين شرسين عن الجيش ليس حُباً بالجيش طبعاً ، وإنما بغضاً بالحشد !! ، تحت ذريعة أن الشخص الذي أساء للجيش وأثار السجال هذا يوصف بأنهُ “مُقرّب من الحشد” ، علماً أن الشخص المعني هذا غير مُنتسب لهيأة الحشد ولا يملك أي صفة رسمية فيها ، فضلاً عَن عَدَم إنتسابه لأي فصيل مُقاوم ، وإنّما هو يُمثل رأيه الشخصي المرفوض قطعاً ، الأمر الذي دفع الحشد الشعبي إلى إصدار بيان برفض تصريحاته وبإيضاح عدم إنتسابه للحشد ، وذلك لمنع خلط الأوراق ولإفشال قطيعة يُحاول البعض صناعتها بين الحشد والجيش ولإيقاف الإصطياد في الماء العكر من قبل بعض الأشخاص والجهات والصفحات الفيسبوكية المشبوهة والمعاديّة للحشد ومحـــور المقاومة.

الجميع يعرف ويتذكر بأن “الكثير” من عاشقي الجيش المنبثقين فجأة اليوم كانوا يُسمون الجيش العراقي بـ”الجيش الصفوي” و”جيش المالكي” وكانوا يُحرّضون ضدّه وَيَدعون لإستباحة دَمَهُ ويرفضون دخوله إلى المدن والمناطق التي يستوطن الإرهاب فيها .

والجميع أيضاً يعرف ويتذكر السياسيين العراقيين الذين كانوا يرفضون تسليح الجيش من أجل إضعافه خدمةً لنزعات شخصية ضيقة وأجندات إقليمية تخريبّية.

إن هؤلاء كانوا بالأمس يسيئون للجيش ويشتمونه ويرفضون تسليحه نكاية بالمالكي فقط .

واليوم هؤلاء أنفُسهُم نراهم يدافعون عن الجيش ويُمجّدونه ليس من مُنطلق حُب الجيش “المفاجيء” ، وإنما نكاية بالحشد ، مُتناسين بأن الجيش والحشد في خندق واحد وبأن دماء الجيش والحشد المضحية نزفت في حرب واحدة ضد الإرهابيين التكفيريين الدواعش وضد داعميهم ومموليهم.لهؤلاء أقول : لُعبتكم قديمة ومكشوفة ، ومُحاولاتكم للعزف على وتر الفتنة بين الجيش والحشد هي مُحاولات صبيانيّة بائسة ولن تنطلي على اليقظين والواعين لأن الكثير من أبطال الجيش وأبطال الحشد هُم أخوة في الدماء والتضحيات والبطولات وهُم ينتمون إلى مُدن ومناطق واحدة بل ينتمون إلى عوائل وبيوت واحدة أيضاً .

التعليقات مغلقة.