الشهيد القائد مُحمّد نعيم الخاقاني .. شهيد الإخلاص

1٬363
الشهيد القائد محمد نعيم الخاقاني خلال تكريمه بـ(درع الإنتصار) عام 2012 من قبل الأمين العام سماحة الشيخ قيس الخزعلي

الشهيد القائد مُحمّد نعيم الخاقاني .. شهيد الإخلاص

بقلم / أحمد رضا المؤمن

ولادته ونشأته :

وُلد الشهيد القائد مُحمّد نَعيم طاهر حَمّادي طاهِر حَردان موسى الشامي الخاقاني ، والذي إشتهر بإسمه الجهادي (خالد) في ناحية هور الحمار بقضاء الجبايش في مُحافظة ذي قار بتأريخ 1/آذار/1983م في أسرة عُرفت بالنضال ضد النظام البعثي المباد وسياساته الإجرامية . إذ تَعَرّض والدهُ الحاج نعيم الخاقاني للمُلاحَقة والمُضايقات حتى وفاته وَهو ما إستدعى من والدتهُ لاحقاً إلى الذهاب إلى النجف الأشرف والإستقرار فيها مُنذ ذلك الحين لإبعاد أنظار البعثيين عن عائلتها وَحِمايَتِهِم مِنهُم .

بَعدَها نَشَأ وَترَعرَع الشّهيد مُحمّد الخاقاني في النجف الأشرف وأكمل دراسته الإبتدائية والثانوية في مدارسها حتى تزوج عام 2001م وأعقب ثلاثة أطفال ، وبدأت حياته المهنية مع التصوير عام 1998 عندما إفتتح مع صديق لهُ محل في حي العسكري “ع” قرب منزله آنذاك وبعدها بدأ العمل بالتصوير قرب العتبة العلوية المقدسة وإستمر فيها طويلاً رغم كل مضايقات أزلام النظام الصدامي له ، إذ كان يعشق مهنته ويتفنن بها فكانت إضافة لكونها مصدر رزقه الحلال المبارك كانت أيضاً مصدر سعادته وبداية تعرفه على العمل الإعلامي والفني .

الشهيد الخاقاني بين أساتذته وزملاءه في الصف السادس الإعدادي الأدبي

ثم عمل مصوراً في مسجد الكوفة المُعظم بعد الإحتلال وهُناك بدأت علاقته تتوثق مع أصدقاءه وأخوانه الصدريين حتى بدأ العمل في إعلام مرقد شهيد الجمعة المرجع آية الله العظمى السيد مُحمّد الصدر “رض” منذ بدايات إفتتاحه وتوسعته لخدمة الزوار فكان ولحبه وعشقه للشهيد الصدر “رض” يذوب في خدمة مرقده وزواره فكان في كثير من الأحيان يرفع الأذان بصوته ويسعى بتنظيم المرقد والعناية بجماليته حُباً للمرجع الصدر وطلباً لشفاعته .

علاقته بالمقاومة :

بدأت علاقته بالمقاومة مُنذ بداياتها الأولى وإنطلاقته عندما شارك في إنتفاضة النجف الأشرف ضد الإحتلال الأمريكي في 4/نيسان/2004م وكانت مهنة التصوير من أسباب إنضمامه للمجاميع الخاصة مُنذ بدايات تأسيس المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق بعد أن شارك بفاعلية في إنتفاضة النجف الأشرف الأولى والثانية ضد الإحتلال الأمريكي عام 2004 ضمن المجاميع الخاصة التي كانت تُقاتل آنذاك ضمن صفوف جيش الإمام المهدي “ع” ضمن كتيبة أبو الفضل العباس “ع” في سَريّة أبناء الصدرين ، فتولّى مسؤولية الإعلام الحربي للعصائب في النجف الأشرف لمُدة عام كامل من 2006 ـ 2007 قبل أن يتولى مسؤولية الهندسة العسكرية في النجف الأشرف عام 2008 ثم مسؤول الهندسة في المنطقة الوسطى وغيرها من المسؤوليات .

الشهيد الخاقاني خلال مشاركته الفاعلة في إنتفاضة النجف الأشرف في نيسان 2004 ضد الإحتلال الأمريكي

وكانت لهُ صولات وجولات في التصدي لقوات الإحتلال الأمريكي التي حاولت عَبثاً الوصول إلى مرقد الإمام أمير المؤمنين “ع” لتدنيسه وَكَسر هَيبة التشيّع والمقاومة من خلال شوارع مقبرة وادي السلام فكان الشهيد مُحمد الخاقاني وأخوانه الثوار لهُم بالمرصاد فأذاقوا المحتلين الويلات وجعلوا منهُم إضحوكة العالم فكان الخاقاني مع مجموعته ينتقل بين قبور المقبرة وسراديبها التي باتت تقاتِل مَعَهُم وتحميهُم من قنابل الإحتلال العنقودية المحرمة دولياً التي أغرقت مروحيات الإحتلال (الأباتشي) مقبرة وادي السلام بها على أمل أن تقضي على أبطال إنتفاضة النجف الذين أثخنوهُم بالإصابات القاتلة دون أن يعرفوا من أي قبر أو سرداب يخرج لهُم هؤلاء الثوار !

كان الشهيد مُحمّد الخاقاني يُقاتل في صفوف جيش المهدي “ع” ضمن كتيبة أبو الفضل العباس “ع” في سَريّة أبناء الصدرَين وكان يُقاتل ببسالة مُنقطعة النظير ضد القوات الإحتلال وعُملاءه التي كانت تُهاجم المدينة المقدسة في النجف الأشرف وكان يُرَدّد بإيمان راسخ : (هيهات أن نَسمَح للأعداء المحتلين أن يُدنّسوا حَرَم الإمام أمير المؤمنين “ع”) . وكان يُقسم صادقاً لأقرباءه وأصدقاءه قائلاً : (أنهُ كان يُشاهد أسلحة الثوار البسيطة ترمي بقوة نارية كثيفة وقوية جداً وتصيب العدو الأمريكي المحتل وعُملاءه بشكل أثار إستغرابنا في باديء الأمر بسبب ما أحدثته من دمار وأذى في صفوفهم ولكن سرعان ما أيقنا بأن هذا الأثر من أسلحتنا على الأعداء سببه وجود الإمام المهدي “ع” بيننا وقتاله معنا) .

الشهيد الخاقاني مع الشهيد أحمد البحراني وأصدقاءه

كما نَفّذ العديد من العمليات الشُجاعة ضدّهم وأوجعهُم بعبواته الناسفة التي جَعَلَت من دباباتهم وَعَجَلاتِهِم خُردَة يَتقاذَف أشلائها أطفال النجف الأشرف ، فكان يقوم مع أخوانه في المقاومة الإسلامية بتصنيع العبوات في بيت تم إستئجاره بأحد أحياء النجف وعند الفجر يقومون بنقلها إلى حيث يُخططون تنفيذ العملية . وكان لا يُبالي بمخاطر عمله المقاوم ، إذ يذكُر أخوانه في المقاومة كيف أنهُ كان يُصر على تنفيذ عملية في ناحية الرضوية رغم وجود توصية بإلغاءها بسبب مخاطر مُضاعفة لأنهُ كان يتعامل مع الأمر بكثير من التحدي والشجاعة .

تولى مسؤولية الهندسة العسكرية المركزية للعصائب وأثبت فيها كفاءة عالية ومهارة فائقة فتسنّم عدة مسؤوليات مُهمة في هذا الإختصاص فأبدع في مجال إختصاصه وتمكن من إكتشاف أساليب العدو في التفخيخ فنجح في وضع الخطط والدراسات والحلول المناسبة لمُعالجتها وتجنبها وتفكيكها وتدريب كوادر المقاومة على إختصاصه .

كان بيته الصغير (100 م2) في حي العسكري “ع” (شمال النجف) عبارة عن مَشجب يحتوي جميع أنواع الأسلحة والعتاد الخاص بالمقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق فكان يُزوّد به مجاميع المقاومة بالأعتدة دون أن يُبالي بحملات المراقبة والدَهم والتفتيش التي يقوم بها الإحتلال الأمريكي وعُملاءه بين فترة وأخرى .

ويَروي أحد أخوانه في المقاومة الإسلامية أنهُم قاموا بقيادة الشهيد الخاقاني بزَرع عَبوة ناسفة ضد الإحتلال على طريق النجف ـ المناذرة ولكن الغريب أن هذه العبوة لم تنفَجر رغم مرور أكثر من رتل للإحتلال من آليات الكوغر وغيرها أمامها إذ لم تستجب لزر التفجير ، ولكن شائت مشيئة الله تعالى أن تنفجر لاحقاً على رَتل لمسؤول دبلوماسي أمريكي كبير بعد أن شخّصَهُ المقاومون من خلال الرصد والإستخبارات الدقيقة فأصيب الرتل بخسائر وأضرار كبيرة شَمَلت المسؤول الأمريكي نفسه الذي أصابهُ الذعر فعادَ مَذعوراً في بغداد فوراً .

وَعِندَما بدأت المجموعة بالإنسحاب بعد تنفيذ العملية بنجاح فوجئوا بحَملة تفتيش دقيقة وسريعة ومُكثفة من جميع قوات الإحتلال الأمريكية وعُملاءهم فأصبحوا مُحاصرين بل كانوا قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في أيدي الإحتلال وعُملاءه بعد أن تم قطع الطرقات والبدأ بتفتيش دقيق لجميع السيارات في المنطقة والقبض على كُل من يُشتبه به ، هُناك أحسّ المقاومون بخطر شديد فلاذوا بالشهيد الخاقاني قائد مجموعتهم وإستفسروا منه عن العمل المطلوب قبل أن يُلقى القبض عليهم وهُم في سيارة مليئة بالأسلحة ومُعدات التفجير وَوَصلوا قرب نقطة تفتيش . حينها أجابهم الشهيد مُحمّد الخاقاني جواب المؤمن الواثق من النصر الإلهي : (إهدؤوا وإطمئنوا .. سيُفرجُها الله ويُنقذنا) فنَزَلَت عَليهم السكينة فكانت المفاجئة لهُم عندما إنشغل ضباط سَيطرة التفتيش بسيارة كانت أمامهم مُباشرة كان سائقها مُنتسب بالقوى الأمنية ويحمل السلاح وهو ما جَعَلهُم ينشغلون بهِ وبإجراءات التحقيق معه حول سلاحه فسَمَحوا لسيارة الشهيد الخاقاني ومجموعته بالمرور دون تفتيش بِسَبَب إنشغالهم بالسيارة التي قبلهم فأنجاهُم الله تعالى من مُشكلة حقيقية . وهذه الحادثة جَعَلت المجموعة التي كانت بصُحبة الشهيد الخاقاني يَتَرَسّخ إيمانهُم أكثر بالنصر الإلهي وتزداد ثقتهم بقيادة الشهيد الخاقاني وقوّة قلبه وحكمته في أصعب الظروف وأعقدها .

وفي عملية أخرى وجد الشهيد الخاقاني ومجموعته التي كان يقودها هدفاً مُهماً للإحتلال في النجف الأشرف قرر أن يستهدفه بعبوة ناسفة يزرعها على طريق مروره ، ولكن عملية زراعة العبوة كانت تعترضها مُشكلة وجود ضوء قوي (بلوجكتر) مُسلّط على نفس المكان المراد زراعة العبوة فيه مما يعني إنكشاف العملية وتعرضهُم للخطر ، فما كان من الشهيد الخاقاني إلا أن يقوم بإيقاف سيارته والتظاهر بإصلاح عطل فيها قرب نقطة الهدف المراد زراعة العبوة فيه ، فتمت زراعة العملية بنجاح رغم مرور سيارات شُرطة (مونيكا) بقربهم مُستفسرين عن سبب تواجدهم في هذه النقطة إلا أن التمويه نَجَح وَتَمَكّن الشهيد الخاقاني من زراعة العبوة ومن ثم تفجيرها بالهدف الأمريكي وإيقاع أشد الخسائر فيهم في هذه العملية المباركة .

وكان يشعُر بالفخر والعزة عندما يُشاهد في التسجيلات أشلاء قادة وجنود الإحتلال وهي تتطاير إثر تفجير عبواته حيث كان يقوم بتسجيل جميع العمليات التي ينفذها ضد الإحتلال الأمريكي ثم ينسخها على مئات الأقراص بمعونة زوجته وبشكل سرّي للغاية في منزله ليتم بعدها توزيع هذه الأقراص على من يَثق بهم ليُحيطهم علماً بإنجازات المقاومة الإسلامية وإنتصاراتها .

كان الشهيد الخاقاني يَحرص كثيراً على تعليم وتدريب جميع أفراد المقاومة الذين يَعمَلون مَعهُ على كُل ما تدرب عليه وأتقنهُ من خبرات وعلوم وفنون في الهندسة العسكرية وعندما يُسأل عن سبب هذا الحرص يُجيبُهم بأنه قد يأتي اليوم الذي يغيب فيه صاحب الإختصاص فيبقى المقاومون بحاجة ماسّة لمعرفة الإختصاص والخبرة اللاّزمة لإنقاذ الموقف ، فلم يَبخَل على أحد بأي مَعلومَة لأنهُ لَم يَعيش يوماً حالة الأنانية بل كان يرى نفسهُ مَشروعاً لخدمة المقاومَة الإسلامية وأهدافها .

وفي أحَد الأيام كانت هُناك توجيهات من قيادة المقاومة الإسلامية توصي بعَدَم تفكيك العبوات التي يتم العثور عليها والإكتفاء بإبطالها تجنّباً لأي خسائر أو ضحايا ولكن الشهيد الخاقاني كان يُصر على تفكيك العَبَوات بعد إبطالها وعندما أستفسَر منهُ المقاومون عن السبب أجابهم بأنهُ مُهتم جداً بالتعرف على طرق وأساليب صناعة العبوات والمتفجرات عند العدو الذي كان يُغير ويطور تكتيكاته في تقنية التوقيتات والليزر الموجه منها فكان الشهيد الخاقاني يواكب هذه التغييرات أولاً بأول من أجل تلافي أقصى ما يُمكن من خسائر في المعارك اللاّحقة ممّا يدل على حرص وذكاء الشهيد في كيفية رَصد العدو والتعرف على طريقة تفكيره حتى في طريقة صناعة الأسلحة .

وَكم من مَرّة قام بنفسه بعمليات نوعية كبيرة ضد الإحتلال في النجف الأشرف وعندما يلتقي بجيرانه أو أصدقاءه في الحي يجدهم يتحدثون عن هذه العملية البطولية ولكنهم ينسبونها جهلاً إلى جهات أو شخصيات أخرى لا علاقة لها بالعملية إطلاقاً فيستمع الشهيد الخاقاني لهُم وهو يبتسم دون أن يُعلق بأي شيء لأنهُ كان يؤمن بمقولة قدوته في الجهاد المرجع الشهيد الصدر الثاني (الله يدري لو ما يدري ؟؟؟) أي أن الله يعلم ويدري بجهاده وأعماله وهو يكفي ما دام أنهُ في عين الله تعالى فما كان لله تعالى فإنه سينمو .

كانت العبوات التي تزرَعها المقاومة الإسلامية ضد الإحتلال الأمريكي ذات صناعات ومناشيء مُتنوعة وهذا ما تسبب في بعض الحالات بإنفجارها على بعض المقاومين لعدم إطلاعهم على إختلافات طريقة صناعتها فقرر حينها الشهيد الخاقاني أن يقوم بطريقة تمثلت بربط صاعق التفجير بشكل مُنفرد على البطارية ونزع الفتيل بما يَضمِن عَدَم إنفجارها أثناء الربط والنصب وهو ما ساهَم وقتها بسلامة أخوانه المقاومين بعد تطبيق فكرة الشهيد الخاقاني هذه والتي نَجَحَ بها بسبب ذكاءه وَشَغَفه في مجال الهندسة العسكرية وإهتمامه الدائم في تطوير تقنيات العمل العسكري المقاوم .

كان إذا نفّذ عَمَلية ما ضد رتل للإحتلال ولم تتحقق إصابته فإنهُ كان يقوم بمُلاحقته حتى تدميره لحين وصول الرتل الهارب إلى الحلة أو الديوانية أو كربلاء وذلك لأنهُ كان لديه عدة مفارز في هذه الطرق تابعة للمقاومة يتواصل مَعَها ويعطيهم الإحداثيات والمعلومات الكفيلة بتحقيق الخسائر الفادحة بالعدو المُحتل .

كان لهُ أثر وبصمة واضحة في تحويل عمليات المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق من عمليات كمية إلى عمليات نوعية ومؤثرة وموجعة . فكان يَستغرق أحياناً مدة طويلة من أجل الإعداد لعملية ناجحة ونوعيّة ومؤثرة توجع العدو المحتل .

في أحد العمليات قام مع مجموعته بزراعة عبوة ناسفة في الرصيف الوسطي على الطريق إلى ناحية الشامية في الديوانية لإستهداف رتل للإحتلال ولكن أثناء المراقبة والرصد وإنتظار وصول رتل الإحتلال الأمريكي جاء عُمال البلدية هُناك لتنظيف الشارع والمنطقة التي زَرَعوا فيها العبوة بالتحديد دون علمهم فما كان من الشهيد الخاقاني إلاً أن يُغامر وبشجاعة بالغة ويقوم بإيقاف سيارته قرب مكان العبوة ليترجّل منها ثم قام بفتح وتفكيك العبوة وإعادتها إلى السيارة أمام مرآى الناس المُندهشين دون أن يُبالي بخطورة فعله هذا لا لشيء سوى لحماية عُمال البلدية الذين إقتربوا من العبوة وبدأوا بالعمل بجوارها مما كان سيؤدي إلى إنفجارها عليهم لولا أخلاق الفرسان التي كان الشهيد الخاقاني يتمتع بها .

كان من شدّة إخلاصه وذوبانه في العمل المقاوم أنهُ كان يُنفق من ماله الخاص الذي كان يكسبه مما يرزقه الله به أحياناً من عمله الحر لتنفيذ بعض عمليات المقاومة إذا ما تطلب الأمر سُرعة في التنفيذ والمبادرة ضد الإحتلال وَعَدَم إضاعة فُرصَة إيذاءه والنيل منه .

وكثيراً ما كان يَنصَح أخوانه المقاومين بضرورة تكثيف اللقاءات والمناقشات خلالها من أجل سماع الآراء المختلفة والمقترحات التي من شأنها تطوير العمل وتلافي الأخطاء أو تقليلها .

سألهُ صديق لهُ يوماً بعد طرد قوات الإحتلال في 31 كانون الأول 2011 : الآن وبعد أن تمكنتم من طرد الإحتلال من العراق هل ستستقر حياتك ؟ فأجاب الشهيد الخاقاني : (حتى وإن تحرر العراق من الإحتلال الأمريكي وحُلفاؤه فإن جهادنا يرتبط بعقيدة نُصرة الحق وكُل مظلوم في كُل مكان ، وإن شاء الله يأتي اليوم الذي نذهب فيه لنقاتل ضد العدو الإسرائيلي لتحرير فلسطين من دنسهم وظلمهم) .

الشهيد الخاقاني : ( … وإن شاء الله يأتي اليوم الذي نذهب فيه لنقاتل ضد العدو الإسرائيلي لتحرير فلسطين من دنسهم وظلمهم) .

كانت قيادة المقاومة الإسلامية عَصائب أهل الحق تُقدّر كثيراً الدور الجهادي المتميز للشهيد القائد مُحمّد نعيم الخاقاني فأُسندَت لهُ العديد من المهام والمسؤوليات الخطيرة والمُهمّة والأساسية خصوصاً في مجال الهندسة العسكرية وتم تكريمه من قبل الأمين العام سماحة الشيخ قيس الخزعلي أكثر من مرة أبرزها تكريمه بدرع الإنتصار على الإحتلال عام 2012م

وفي سوريا كانت لهُ صولات وجولات جهادية في عدة قواطع عمليات وشارك في مُقاومة الزُمَر التكفيرية هناك حيث شارَك مُشاركة فعّالة وهامة في الدفاع عن حُرمة مرقد العقيلة زينب “ع” عام 2013م رغم مُحاولة ثنيه عن المشاركة من أخوانه في المقاومة عن المشاركة في القتال في سوريا لأنهُ كان المُعيل الوحيد لأهل بيته ولكنهُ أصر على المشاركة في القتال في المعارك ضد التكفيريين ، حتى أن والدته كانت تسألهُ لماذا يُصر على الذهاب إلى سوريا والجهاد هُناك وفيها الكثير غيره من المجاهدين المقاومين بينما هو المعيل الوحيد لأسرته فكان يُجيبها بحنان بعد أن يخفض لها أجنحة الذل من الرحمة والبر : (إن لنا أسوة بأبي الفضل العباس “ع” وغيرته ونحن كذلك أخوة لزينب “ع” ولا يُمكن أن نسمح لأيٍ كان بأن يعتدي على حُرمة وقدسية مقامها السامي) فإقتنعت بجوابه وَرَفَعَت أيديها بالدُعاء بالنصر لهُ ولأخوانه في المقاومة الإسلامية على الأعداء .

وقد إستطاع بموهبته المعهودة في الجهد الهندسي العسكري من إكتشاف أنواع عديدة من العبوات والقنابل وأساليب تصنيعها حتى أنهُ أقام معرضاً عسكرياً كبيراً في مقر لواء كافل زينب “ع” في منطقة (حَرّان العَواميد) بالغوطة الشرقية في سوريا بذكرى إنتصار الثورة الإسلامية عَرَض فيها العشرات من أنواع القنابل والعبوات والمتفجرات التي تمكّن من إكتشافها وَمَعرِفَة أساليب تفخيخها وتفجيرها حَضَرَهُ كبار قادة المقاومة والمُمانعة وأعربوا عن إعجابهم وإنبهارهم بقُدرات الشهيد الخاقاني .

الشهيد الخاقاني خلال قيامه بالإشراف على تأمين مقبرة الغرباء المجاورة لمرقد السيدة زينب “ع” والتي تضم رفاة الشاعرين محمد مهدي الجواهري والشاعر السيد مصطفى جمال الدين

وَيَشهَد لهُ أخوانه المقاومين بشَجاعَتِهِ هُناك في إحدى المعارك في مَنطَقة (القاسميّة) عندما توقف التقدم بسبب وجود طريق طوله أكثر من 2 كلم مُلَغّم بالعبوات الناسفة والمتفجرات وبمُختلف الأساليب كان من شأنه أن يتسبب بتأخير إنجاز المهمة ، عندها تصدّى الشهيد مُحمد الخاقاني لفتح الطريق وعندما قيل لهُ بأن ذلك مُستحيل أجاب بأن : (لا يوجد مُستحيل أمام الهندسة العسكرية في العصائب) فما كان منهُ إلاّ أن توجّه بمُفردِهِ مَعَ شَخص واحد فقط ليَفتَح هذا الطريق بالكامل بعد أن تَمَكّن مِن تفكيك وإبطال جميع هذه العبوات والمتفجرات في هذا الطريق .

كما يذكر له أحد أخوانه الجرحى موقفه الفدائي في معارك سوريا عندما أنقذه من ساحة المعركة بعد أن أصيب بإطلاقة قناص من شبه الميؤوس أن يخرج من المعركة حيث أصر على مشاغلة العدو وسحب الجريح وإنقاذه رغم رفض الجريح نفسه ذلك لخطورة الإصابة وشدة المعركة حينها ولكن الشهيد الخاقاني أبى إلا أن ينقذ الجريح ويصاحبه إلى الطبابة بنفسه والمبيت معه لحين شفاءه والإطمئنان على عودته إلى العراق سالماً .

الشهيد الخاقاني مع أبطال أخوة زينب “ع” في سوريا خلال دفاعهم عن المقدسات

ومن المواقف الفدائية له في معارك سوريا أيضاً ما قام به من إنقاذ مجموعة فصيل إقتحام كاملة من إحدى فصائل المقاومة الإسلامية العراقية كانوا قد دخلوا إلى بيت مُفخخ بستة عبوات ناسفة كبيرة فإنفجرت بعضها عليهم فإستشهد بعضهم والبعض الآخر بقي مُحاصراً يستغيث عبر النداءات لإيصال الدعم والمساعدة ولكن قوة فصيلهم كانت بعيدة عنهُم وتأخر وصولهم يعني ضحايا إضافية فما أن سَمَع الشهيد الخاقاني بندائهم حيث كان مقر تواجده أقرب إليهم من غيره حتى أسرع إليهم ليفك عنهُم حصار العبوات بعد أن فككها بمهارة العارف بأسرارها وتقنياتها .

صفاته وأخلاقه :

كُل من عَرف الشهيد مُحمّد الخاقاني يَذكُر جيّداً إبتسامته الهادئة وَكلماته النابعة من قلب طيب ونفس كريمة وروح أبيّة وشُجاعة ، فكان لا يَبخل على أصدقاءه بأي مُساعدة ، وكانت علاقته قوية ومُميزة بوالدته فكان لا يخرُج من منزله حتى يُقبّل أياديها ، وكان مُنذ حداثة سنّه أباً وراعياً لأربع أخوات تَيَتّمن معه مُنذ الطفولة فكان باراً رحوماً بِهِن يتفقد أوضاعهُن وحاجاتهُن بكُل ما يستطيع .

الشهيد الخاقاني مع إبنته الكبرى (زهراء) وإبنه (يوسف)

وفي أحد الأيام سألته والدته عن إمكانية عَدَم ذهابه للقتال والجهاد لأنهُ كان المُعيل الوحيد لأسرته (ليس لديه أخ وولده الوحيد كان في سن السابعة) وهو ما يوفر لهُ العذر والمبرر الشرعي والأخلاقي إلا أنه أجابها : (أماه .. إذا لم أذهب أنا وغيري للجهاد فمن سَيَحمي الوطن والمقدسات من إعتداءات ويَحميكُم ؟ لا عُذرَ لأي أحَد اليوم) .

من صفاته الدقة والنظام الشديد والتكتم في عَمَله عموماً وبالأخص عَمَلهُ الجهادي فكان يُنجز المهام المُكلّف بها من المقاومة ويُحقق الإنتصارات العظيمة على الأعداء دون أن يُظهِر أثر ذلك على سلوكهُ الشّخصي لأنهُ كان يتصف بالتواضع والإيمان ونُكران الذات .

كان كثير التعلق بصلاته والدُعاء وزيارة عَتبات أهل البيت “ع” المقدسة فلا يفوّت مُناسباتهم دون أن يُحييها بالزيارة والدُعاء ويخدم في المواكب الحسينية ويسير مشياً إلى كربلاء في أربعينية الإمام الحسين “ع” .

وَمِن شدّة حُبه وَبرّهِ لأمّه وَحِرصِهِ عَلى سَلامَتها وَصَحّتها فإنهُ دَخَل دَورَة طبابة وَتَمريض صحّيَة لا لِشيء سوى من أجل التعرّف عَلى أنسَب الطُرق الطبية لعلاج وَتَمريض وَرِعايَة والدَتَهُ التي تعاني من عِدَة أمراض كالضغط والقلب .

كانت لدى الشهيد مُحمّد الخاقاني الكثير جداً من أعمال البر والخير كلها في السر وكان عضواً فاعلاً في إحدى الجمعيات الخيرية المعروفة في النجف يُقدم من خلالها المساعدات المادية بكُل ما يستطيع ، وكان يحرص على مُساعدة أصدقاءه وكُل من يعرف بأنهُ يمُر بضائقة مالية فإذا رَفَض أخذ المساعدة منه يقوم بزيارته في بيته ويضع المال تحت الوسادة أو مكان جلوسه ويتركه عنده دون أن يعلم الشخص الذي زاره بذلك إلا بعد مُغادرته يفعل ذلك حفظاً لماء وجه أصدقاءه المحتاجين .

كان يَهتم كثيراً بالعلاقات الأخوية مع أصدقاءه وكُل من حوله ويحرص على أخوّتهم ففي أحد الأيام حَصَل بينهُ وبين أحد أصدقاءه سوء فهم بَسيط أدى بصديقه أن يُغادره وفي نفسه شيء فبقي الشهيد الخاقاني يَتَمَلمَل تَمَلمُل السّليم وَيَتقلب كُل حين ولم يَستقر لهُ بال إلا عندما إتصل به في الساعة الواحدة بعد مُنتصف الليل ليُبرأ ذمته معهُ ويسترضيه رَغم أنهُ كان هو صاحب الحق .

ورغم صعوبة حياته اليومية وخطورة عَمَلَهُ المقاوم إلا أنهُ كان ذو وجه بشوش دائم البسمة ولطيف المعشر فلا يكاد يتعرف على الآخر حتى بادله بطرفة أو موقف ظريف يزيد من متانة علاقته به ويُعمّق مَحبته في قلوب الناس فكان مصداقاً لحديث رسول الله “ص” : (المؤمن هَشّ بَشّ) .

وعن تواضعه يروي أحد المجاهدين الذين كانوا بإمرة الشهيد الخاقاني في سوريا كيف أنه كان يحرص على تقديم الطعام وخدمة المقاومين بنفسه وعندما يعترضون عليه بإعتباره مسؤولهم يجيبهم بمقولة (كبير القوم خادمهم) .

كان مثالاً للإخلاص والتفاني في عقيدته وفي أداء عمله وتكليفه وبأعلى أشكال الحرص على تنفيذ الواجب بحرص وإخلاص مُنقطع النظير حتى وَصَفَهُ الكثير من أخوانه وأصدقاءه في المقاومة الإسلامية بأنهُ كان بحق (شهيد الإخلاص) لما عرفوا عنهُ من تجسيد حي لهذا المعنى الإنساني الراقي .

خاتمة الأبطال :

نتيجة تكالب القوى المعادية للعراق عموماً وشيعة أهل البيت “ع” خصوصاً فإن ما يُسمى بمخيمات الإعتصامات سيئة الصيت التي أقيمت في المحافظات العراقية الغربية بدوافع أغلبها طائفية مَقيتة أوجَدَت كَماً هائلاً من السعار الطائفي إستغلته دول الجوار والإقليمية لتنفيذ مشاريعها التقسيمية والطائفية عبر دعم الزُمَر التكفيرية التي بدأت بالتغلغل والوصول إلى أطراف بغداد وهي ترفع شعار (قادمون يا بغداد) مُستفيدة من الخلافات السياسية والخيانات والمؤامرات آنذاك وتدهور الوضع الأمني في العراق بشكل خطير وسريع إتضحت آثاره في المؤسّسات العسكرية والأمنية من خلال حصول حالات الهروب أو الإغتيالات بالإضافة إلى الفساد الذي كان ينخر هذه المؤسسات بسبب وجود أعداد كبيرة من الفضائيين ومن يشغلون مناصب قيادية عُليا جائت بهم إليها المحاصصة دون أن يكون لديهُم أي تأريخ أو سيرة أو خبرة عسكرية أو أمنية .

وعندما وصلت خروقات هذه الزمر التكفيرية إلى أطراف بغداد الغربية قرّرَت المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق وبطلب رَسمي من الحكومة العراقية مطلع عام 2014م بالتطوع والمساهمة مع القوى العسكرية والأمنية ضمن تشكيل أطلق عليه تسمية (سرايا غيارى العراق) مع فصائل جهادية أخرى أصبحت لاحقاً هي النواة الأولى لتأسيس هيئة الحشد الشعبي التي تأسست في 13 حزيران 2014م بعد فتوى الجهاد الكفائي حيث قاتلت هذه القوات المقاومة في مناطق عديدة كالأنبار وجرف النصر في بابل وعلى أطراف بغداد وكان لهم الفضل الأكبر بالحفاظ على صمود بغداد بوجه التفجيرات والأعمال الإرهابية التي كانت تستهدفها بقساوة وقوة حتى صدور فتوى الجهاد الكفائي وتأسيس الحشد الشعبي ولولاهم لكانت الزمر التكفيرية قد حققت شعارها (قادمون يا بغداد) .

الشهيد الخاقاني خلال تنكره بزي الفلاح في مزارع منطقة جرف النصر في بابل لرصد وملاحقة الزمر التكفيرية وقياداتهم في شباط 2014

وخلال تلك الفترة كان الشهيد مُحمّد الخاقاني مُكلف من المقاومة الإسلامية بعدّة مَهام إضافة إلى مسؤولية الإختصاص المركزي للهندسة العسكرية منها تكليفه بتدريب الكوادر ومُتابعة تنفيذ العمليات في مناطق حزام بغداد والأهم أنهُ كان جُزءً فاعلاً من قيادة عمليات بغداد التي كانت آنذاك بقيادة الفريق الركن عبد الأمير الشمري ، فكان الشهيد الخاقاني يُتابع بنفسه سير العمليات ضد الزمر التكفيرية في مجال إختصاصه على طول أكثر من 15 كيلو متر من غرب بغداد تمتد من التاجي شمالاً وغرباً قرب جسر الرعود وإلى إبراهيم بن علي ونزولاً إلى منطقة الأيادات قرب اللواء 24 بقيادة اللواء علي الماجدي ونزولاً إلى أبو غريب والفلوجة . وكان خلال تلك العمليات لديه تنسيق وتعاون عالي المُستوى مع جميع قيادات قيادة عمليات بغداد وبالأخص اللواء 24 و52 وقائد قيادة العمليات ومسؤول الإستخبارات . وكانت تلك الفترة من أخطر الفترات الأمنية لأنها سَبَقَت تأسيس الحشد الشعبي وَلِعَدَم وجود الدعم اللوجستي والعسكري والإستخباري والسياسي الكافي .

وقد إستشهد في تلك العمليات التي إمتدت حوالي ستة أشهر سبقت فتوى الدفاع الكفائي العديد من شهداء العصائب وفصائل أخرى منهم الشهيد عصام نجم الحريشاوي والشهيد محمد علي حاكم الهماشي والشهيد بهاء الدين فوزي الساعدي والشهيد ضياء الدين أموري راضي الخاقاني والشهيد أحمد فؤاد عدنان المالكي والشهيد حسن ثابت الساعدي والشهيد محمد مطشر نجم اللامي (محمد زمباوي) والشهيد زمان جاسم حسن الكعبي والشهيد جاسم صادق كاظم التميمي والشهيد رائد سعد شنون الحجامي والشهيد عبد الزهرة جبار الفريجي والشهيد ضرغام عبد حميد الكناني والشهيد محمد راهي الشمري وآخرين …

الشهيد القائد محمد نعيم الخاقاني مع الحاج أبو علي البحراني

وبعد النجاحات الكبيرة التي حَققها الشهيد الخاقاني في إيقاع الخسائر المؤلمة بالتكفيريين الدواعش في مناطق حزام بغداد وغيرها من خلال طرق وأساليب مُطوّرَة طبقها في كشف جميع أنواع القنابل والمتفجرات وإبطالها بدأ عُملاء الدواعش بجمع المعلومات عن الشخصية التي بددت أحلامهم المريضة والتي أذاقتهم الويلات فتعرفوا عليه وبدأوا برصده ومُراقبته ومُتابعته تمهيداً لإغتياله غدراً . وكانت آخر زيارة للشهيد الخاقاني إلى عائلته في مُنتصف شهر آيار 2014م ولم يبق معهُم سوى ساعات قلائل ليودع بعدها والدته وزوجته وأطفاله طالباً منهُم الدعاء لهُ لإنجاز مُهمّة جهادية كلفتهُ المقاومة بها في مناطق حزام بغداد .

وفي مَطلع شَهر حُزيران وكما هي عادة الجُبناء في مواجهة الأبطال فإنهُم دائماً ما يلجأون إلى أساليب الغدر ويتجنبون المواجهة لأنهُم عاجزون عنها فكَمِنَ لَهُ الغادرون من الدواعش عندما كان مُتوجهاً بمُفردِهِ لإنجاز مُهمته في طريق العودة من عمليات الكرمة في بغداد بشارع القناة في تقاطع فلسطين قرب جسر المثنى وهو طريق كانت تنتشر فيه الحواضن التكفيرية فإغتالوه هناك أثناء خروجه بسيارته الشخصية من محطة الوقود بستة رصاصات على رأسه وجسده الشريف وذلك في يوم الأحد 3 /شعبان/ 1435 هجـ الموافق 1 /حزيران/ 2014م ليفوز بالشهادة التي طالما كان يتمناها ويسعى إليها .

إذ أنهُ رضوان الله عليه وَرَغم ثقل شخصيته في الجسم العسكري للمقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق إلا أنهُ كان يرفض دائماً إصطحاب حماية لهُ رغم إصرار أخوانه في المقاومة على ذلك لمعرفتهم خطورة الوضع الأمني آنذاك وأهمية شخصية عسكرية مثل الشهيد مُحمد نعيم الخاقاني .

وبعد إنتشار نبأ إستشهاده إستغرب الكثير من الناس وخصوصاً في النجف الأشرف عندما سَمَعوا بهذا النبأ المؤلم وأنهُ قائد كبير بالعصائب ! فهُم يعرفون كُل شيء عنه ، أخلاقه ، إيمانه وتقواه ، وَرَعَه ، غيرته ونخوته ، شجاعته ، كرمه ، إلا أنهُم لم يعرفوا شيئاً عن عَمَلَهُ المقاوم ومكانته القيادية فيه ، وهذا الأمر إن دلّ على شيء إنما يدُل على الشخصية القوية والكتومة المخلصة للشهيد وإيمانه بأهمية سرّيَة وخصوصيّة العَمَل المُقاوم لتحقيق الإنتصارات والنجاحات فيه ونُكران الذات الذي كان يَتَمَيّز بِهِ .فالسّلام عليه يوم وُلد ويوم قاوم ويوم أوجع المحتلين والتكفيريين بعبواته ويوم إستشهد مغدوراً .

لقطة من تشييع الشهيد القائد الخاقاني الذي حضره قادة ومجاهدي الحركة

التعليقات مغلقة.