العصائب والإنتصار الثقافي

477

العصائب والإنتصار الثقافي

بقلم / أحمد رضا المؤمن

مرة أخرى تحفر حركة عصائب أهل الحق إنتصاراً جديداً في جدران التأريخ الخالد ولكن هذه المرة إنتصاراً ثقافياً وليس عسكرياً من خلال تبنيها ودعمها ورعايتها للحالة الثقافية في العراق بعد أن رشحت وزيراً تكنوقراط لوزارة الثقافة والسياحة والآثار هو الدكتور عبد الأمير الحمداني ودعمه بكل قوة لينهض بالوزارة والواقع الثقافي والسياحي في العراق بكل ما أمكن أثمر عن موافقة اليونسكو على ضم آثار بابل إلى لائحة التراث العالمي بكل ما لهذا الحدث من آثار إيجابية على آثار العراق عموماً وعلى آثار بابل خصوصاً .

يحدث ذلك بعد هجمة ضخمة وتسقيطات ضد العصائب بسبب إختيارها وزارة الثقافة ضمن إستحقاقها الإنتخابي عقب إنتخابات 12 آيار 2018 التي حصلت فيها كتلة “صادقون” وزيرين إثنين لم يتوقع أحد أبداً أن وزارة الثقافة ستكون إختيار العصائب الثاني !

مرة بسبب جهل المهاجمين بحقيقة حركة عصائب أهل الحق التي تنظر للثقافة عموماً والثقافة العراقية والهوية العراقية كأولوية قصوى من شأنها المساعدة في النهوض بالواقع العراقي بكل تفاصيله وتعقيداته وقد تبلورت مواقف الحركة في العديد من المناسبات عبر تصريحات وكلمات ومحاضرات للأمين العام الشيخ قيس الخزعلي بضرورة ترميم الثقافة العراقية وخصوصية هويتها .

ومرة بسبب السيرة العسكرية المسلحة لحركة العصائب خلال تصديها للإحتلال الأمريكي والمجاميع التكفيرية الإرهابية في سوريا والعراق مما أعطى إنطباعاً قاصراً عن إمكانات هذه الحركة والطاقات الكامنة فيها .

ولا ننسى مواقف بعض المهاجمين ومعظمهم من العلمانيين والمدنيين ضد العصائب لسعيها للحصول على وزارة الثقافة لا لشيء إلا لتصورهم أن العصائب حركة إسلامية ـ مقاوِمَة ستقوم ـ بحسب تصوراتهم ـ بمحاربة فئة المثقفين الذين لديهم تعريف خاص بالثقافة ينحصر بالإباحية في شرب الخمور والأغاني والطرب . إلا أن العصائب كانت أذكى من هؤلاء السطحيين بكثير وأبعد نظراً عندما تسامت عن التدخل في مثل هذه التفاصيل لأن الوزارة ليست وزارة حركة العصائب وإنما وزارة كل العراقيين بمن فيهم المخالفين للعصائب .

الإنجازات والتطورات في عمل وزارة الثقافة والنهضة التي تشهدها بجميع أقسامها ومفاصلها تؤكد أن هذه الوزارة تشهد اليوم “ثورة ثقافية” يتأمل الشرفاء منها خيراً بعد أن بقيت أسيرة الإهمال وإدارة وزراء إشتهروا بالطائفية أو العنصرية القومية أو حتى عدم وجود أي علاقة وإختصاص بينهم وبين عمل الوزارة .

هذه النهضة يمكن الإحساس بها بشكل واضح وجلي من خلال الإرتياح الواضح لكوادر الوزارة حتى من الذين كانوا بالأمس يهاجمون رغبة العصائب بهذه الوزارة (الفقيرة) التي زهدت بها أغلب الأحزاب والكتل لأنها وزارة فقيرة مالياً برأيهم متناسين أو غافلين عن حقيقة أن الثقافة هي أساس نهضة الأوطان وبداية عمرانها وتطورها .

التعليقات مغلقة.