بعد مصر وليبيا والسودان .. هل ستتجه أمريكا والسعودية لصناعة “سيسي” عراقي ؟!!

364

بعد مصر وليبيا والسودان .. هل ستتجه أمريكا والسعودية لصناعة “سيسي” عراقي ؟!!

بقلم / أحمد عبد السادة

يبدو أن نموذج “السيسي” في مصر هو النموذج المفضل لدى أمريكا والسعودية وحتى إسرائيل في المرحلة الحالية ، وبالتالي فإنه النموذج الذي تسعى أمريكا والسعودية لصناعته وتعميمه ودعمه في العديد من البلدان العربية.
هذا الأمر يفسر دعم أمريكا والسعودية اللا محدود للقائد العسكــري الليبي “خليفة حفتر” الذي بدأ مؤخراً بحملة عسكريــة للإستيلاء على العاصمة الليبية طرابلس بإسناد مباشر وبضوء أخضر من أمريكا والسعودية تمهيداً لسيطرته على كامل الأراضي الليبية من أجل تهيئته ليكون النسخة الليبية للسيسي ، ولهذا لم يكن مفاجئاً أبداً اتصال “ترامب” شخصياً بحفتر للتنسيق معه بخصوص تلك الحملة العسكريـــة ، ولم يكن مفاجئاً أيضاً قيام الطائرات الحربيـــة الأمريكية بإسناد قــوات حفتر وقصــف مواقع القــوات المناوئة لها في طرابلس .
ما يجري في ليبيا من تهيئة لسيسي عسكــري ليبي ، نرى صداه الآن في السودان ، إذ تقوم السعودية حالياً – ومن خلفها أمريكا بالتأكيد – بدعم رئيس المجلس العسكــري السوداني عبد الفتاح البرهان من أجل إعداده وتهيئته ليكون سيسي السودان القادم ، وهو أمر إتضحت بوادره في دعم السعودية لإجراءات المجلس العسكــري السوداني بقيادة البرهان ، وإتضحت تلك البوادر أكثر حين أشاد البرهان بالسعودية في لقاء له مع قناة “العربية” ووصفها بأنها الدولة الأقرب لبلده !!!، وهنا يجب أن لا ننسى بأن البرهان هو المشرف على الجنود السودانيين “المرتزقة” الذين يقاتلون لصالح السعودية في اليمن !! ، أي أنه تم إختياره بدقة . ومن المفارقات أن البرهان والسيسي يشتركان بنفس الإسم : عبد الفتاح !!!.
الجزائر أيضاً مؤهلة لتكون ضمن الطبخة “السيسية” التي تعدها أمريكا والسعودية للمنطقة ، خاصةً في ظل معرفتنا بأن الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح كان سابقاً السفير الجزائري في السعودية بين عامي 1989 و1993 !!.
التساؤل هنا هو : هل سيكون العراق ضمن تلك الطبخة ؟ ، وهل سيتم إعداد وتهيئة “سيسي” مُعين لهُ ليُنفذ أجندات أمريكا والسعودية التي تقف في مُقدمتها أجندة تصفيـة الحشد الشعبي وقطع شريان محور المقاومة لتوفير الأمن لإسرائيل ؟!.
حسب المعطيات الحالية يبدو الأمر صعب التحقق في العراق ولكنهُ بالنهاية ليس مُستحيلاً !!. من منا كان يتوقع مثلاً في عام 2010 – في ظل الاستتباب الأمني الكبير – بأن هناك تنظيماً إرهــــابياً اسمه “داعش” سيجتاح العراق ويصل إلى حدود بغداد في عام 2014 ؟!. ومن منا كان يتوقع مثلاً بأن تظاهرات البصرة التي اندلعت في الصيف الماضي احتجاجاً على ســـوء الخدمات ستنزلق هذا المنزلق الخطيـر وستضع البلد أمام احتمالات حرب أهلية وإنفلات أمني مرعب ؟!.
كل شيء جائز ما دامت مطابخ المؤامرات في واشنطن والرياض وتل أبيب مفتوحة ضد العراق وحشده الشعبي ، وكل شيء مُمكن ما دام العراق يملك قــوة ضاربة تؤرّق السعودية وإسرائيل إسمها “الحشد الشعبي”، وكُل شيء مُحتمل من أجل مُحاولة إجبار العراق ليكون تابعاً وخاضعاً للكيانين الإسرائيلي والسعودي من أجل إستخدامه كبندقية ضد محور المقاومة .
أقول هذا الكلام إستناداً إلى معلومات خاصة وَرَدَتني من مصادر مُطلعة ، ومفادها أن العراق في الأشهر القليلة القادمة سيتعرض إلى مؤامرة كبيرة وهزة أمنية عنيفــة ستصنعها أمريكا والسعودية وستوصل العراق إلى انسداد عام من أجل طرح خيار “الحاكم العسكري” للعراق كنموذج “السيسي” بوصفه الحل الأخير للخروج من الأزمــة ، وحسب معلوماتي فإن أمريكا والسعودية تعدان العدة منذ فترة لهذا الموضوع ، ولهذا رأينا طوال السنوات الماضية أن بعض الصفحات الفيسبوكية الممولة من أمريكا والسعودية تروج لبعض القادة العسكريين “الشيعة” بشكل مُكثّف ومُبالغ فيه من أجل تهيئة الأذهان لتقبّل فكرة وجود “سيسي” عراقي “شيعي” على رأس السُلطــة في العراق !!

التعليقات مغلقة.