كلمة الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي بمناسبة يوم القدس العالمي

609

كلمة الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي بمناسبة يوم القدس العالمي

#القدس_درب_الشهداء

بسم الله الرحمن الرحيم

يَمُرّ عَلينا يَومُ القُدس في هذا العام وبلدنا العراق الحبيب ودول المنطقة العربية والإسلامية بل العالم أجمع يعيش ظروف وتحديات خاصة بل ومُتقدمة في مسألة الصراع بين الحق والباطل التي تتجلى أوضح معاركها في قضية فلسطين الخالدة .

هذه القضية التي عاشت في ضمير الأمة الإسلامية مُنذ بدأ المشروع الإستكباري بمُحاولة زَرع الصهيونية في جَسَد أمتنا العربية والإسلامية وإلى الآن ، وَشَهِدَت خلال هذه المدة مواقف وتضحيات خالدة من كُل إنسانٍ عَربي وَمُسلم غيور على إسلامه وعروبته وكان في مُقدمة تلك المواقف والتضحيات مواقف وتضحيات عُلمائنا على طول تأريخ القضية الفلسطينية مُنذ يومها الأول وإلى يومنا الحاضر.

وكان من ضمن هذه المواقف الخالدة هو الموقف الذي صَدَر من آية الله العُظمى السيّد الشّهيد مُحمّد الصّدر “رضوان الله عليه” عندما أفتى بشرعية العمليات الإستشهادية للمُقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي ، وعندما صرح بأن (الثورة الفلسطينية وإن كانت هي ثورة الشعب الفلسطيني إلا أنها ثابتة في ذِمَم المسلمين جميعاً بمُختلف مَذاهِبِهِم وإتجاهاتِهِم وَدُولِهِم لكي يكونوا يداً واحدة وَمُتعاونين دوماً على الفعالية والجهاد ضد أعداء الله والإسلام .

أما طليعة هذه المواقف فهي ما أسّسهُ آية الله العُظمى السيّد روح الله الموسوي الخميني “رضوان الله عليه” بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران بإعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوماً للقُدس وَالقَضيّة الفِلِسطينيّة.

فكان هذا الإعلان بمنزلة تجديد الذكرى لهذه القضية وتذكير العالم بها وإستدامة المعنويات لإستمرار العمل المقاوم لتحرير القدس والقضاء على هذه الغدة السرطانية التي زُرِعَت في جَسَد الأمة ألا وهي الكيان الإسرائيلي الصهيوني الغاصب.

ومن المُهم التنبيه والتذكير بأن هذا الكيان المُعتدي لم يكُن ضَرَرَهُ مُقتصراً على فلسطين والشّعب الفلسطيني وإنما ضَرَرَهُ لكُل العالم العربي والإسلامي ، وما تواجده في فلسطين إلا ذريعة لتحقيق هذا الهدف ، لأن هذا العدو يؤمِن ويَعتَقِد وَمِن مُنطلقات دينيّة عَقائديّة عَلى حَقهِ في السّيطرة وإحتلال جُزء كبير من الأراضي العربية وشعاره التوراتي من الفرات الى النيل بلدكُم يا بني إسرائيل هو شعار مُضَمّن في عَلَمَهُم الذي يَرفعونَه وَمُتَرجَم إلى خَطوات عَمليّة عَلى الأرض في تهديد وَضَرب إستقرار وَوِحدَة وأمان الدول العربية والإسلامية.

وكان في مُقدّمَة الدول التي يَكُنّ لها هذا الكيان العداء هو العراق الحبيب لأسباب دينية وعقائدية كما ذكرنا ، مِنها أن هذا البلد وهذا الشعب كان هو السبب في القضاء على دولتهم وتدمير هيكلهم المزعوم سابقاً وإن هذا البلد وهذا الشعب سيكون هو سَبَب دمار دولتهِم الحَديثة لاحقاً.

لذلك فقُصّة الصهاينة معنا في العراق قصة طويلة بدأت مُنذُ زَمَنٍ طويل وَكان مِن ضِمنَها وَلَيسَ كُلّها الإشارة إلى الإحتلال الأمريكي إلى تَدمير البُنى التحتية للدولة العراقية وَحَلّ الجّيش العراقي وإلغاؤه .

وَلَم تَنتَهي هذه القصّة مَعَ هذا العَدو إلى الآن فَبَعد أن مَكَر مَكرَهُم وأرادوا تدمير العراق وتقسيمه نهائياً من خلال صَنيعَتَهُم وَصَنيعَة الولايات المتحدة الأميركية “داعش” وإستطاعت هذه الصنيعة إحتلال ثُلث مَساحَة العراق ، إستطاع العراقيون بفضل الله سُبحانَهُ وَهِمّة الشّعب العِراقي وَفَتوى المَرجعيّة الدّينيّة وَوجود فَصائِل المُقاومة الإسلامية وَدَعم الجّمهوريّة الإسلاميّة أن يَقِفوا أمام هذا المشروع الخبيث وَيَتَصَدّوا لَهُ وَيُفشِلوه .

وكان نَتيجة هذا الإنتصار أن عاد العراق قوياً مَرّة أخرى وعادَ جَيشَهُ وَقوّاتَهُ المُسَلّحَة قويّة كذلك وأضيف إلى قوّتها هذا الوجود المقدس ألا وهو الحشد الشّعبي .

لذلك قام هذا العدو الصهيوني بقصف مَقرّات الحَشد الشّعبي تَحتَ غِطاء الولايات المُتحدة الأميركيّة التي يُفترض أن مَسؤوليتها هي توفير حماية الأجواء العراقية ، ومن ثم قامَت الولايات المتحدة الأمريكيّة راعية الإرهاب في العالم ومؤسّسة القاعدة و”داعش” بإعتراف المسؤولين الأمريكيين أنفُسهُم ، قاموا بالجريمة الكُبرى في هذا العصر ألا وهي إغتيال قائد الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس وَمَعَهُ رَفيقهُ بالجهاد قائِد المقاومين وَعز المُجاهدين الحاج قاسم سُليماني .

صَحيح أن الذي قام بعَمَليّة الإغتيال هي الولايات المتحدة الأميركيّة وَلكن القرار كان إسرائيلياً بإمتياز ، لأنهُ لَيسَ مِن مَصلَحَة أميركا أن تَقوم بهذِهِ العَمَليّة وَتُعرّض قوّاتها وَمَصالِحها في العراق والمنطقة إلى الخطر كما حَصَل فعلاً بَعد حادِثَة الغَدر هذه .

وإنما المصالح الإسرائيلية هي التي تَستَدعي إغتيال الحاج سُليماني لأنه كان مصدر التهديد الأول لها وكان السبب الرئيسي في دعم العمل المقاوم ضدها في كل مكان في العالم .

وكانت الإدارة الأميركيّة تظن أنها بفعلتها هذه ستُطفيء جَذوَة المقاومة أو سَتَخفِت لَهيبها وَلَم تَعلَم أن دِماء الشُهداء ما هي إلا وقود هذه النار المباركة وإن دماء الحاج سُلَيماني والحاج المُهندس سَتُحوّل هذه النار إلى جَهَنّم تُحيط بقواعِدِهِم وَتَقضي عَلى مَصالِحِهِم وَتُدَمّر مَشاريعِهِم.

إن مَسألة إنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق والمنطقة هي مسألة حَتميّة وَهي الهَدَف الذي مِن أجلهِ جاهَدَ الحاج سُليماني والحاج المُهندس وَكُل شُهداء الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية الذين ساروا على هذا الطريق وَهي الوعد الذي نَعِدُه وَنَتَعَهّد بِهِ وَهي الوفاء المطلوب أمام دماء الشُهداء .

وإنّ مَسألة زوال الإحتلال الإسرائيلي لأرضنا العَرَبيّة وَلِقُدسِنا الإسلاميّة بَعد إنتهاء الوجود العسكري الأمريكي هي مَسألة حَتميّة كذلك وَهيَ الأُمنيَة التي من أجلها إستَشهَد الحاج سُليماني وَكُل شُهداء المُقاومة في العالم وهي الوعد الإلهي الذي وَعَدَهُ الله سُبحانَهُ فی کتابه بقوله (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبيرا) صدق الله العلي العظيم

والحمد لله رب العالمين وَصَلّى الله عَلى خَيرِ خَلقِهِ مُحمّد وَآلِهِ الطّاهِرين.

https://t.me/Qais_alkhazali

التعليقات مغلقة.