ما بين زَعزَعَة وَ”جَعجَعَة” ضاع إستقرار العراق

515

ما بين زَعزَعَة وَ”جَعجَعَة” ضاع إستقرار العراق

بقلم / أحمد عدنان

ما زال الأمريكان يعتقدون أن الشعوب مُغفلة لذا لا يحترمون عقولهم ، هذه عبارات كتبت قبل أكثر من ثلاثة أشهر بالتزامن مع ظهور فيديو البغدادي الذي أرادوا منه جعجعة إعلامية لجس النبض وإعادة تسويق فشل آخر يُضاف إلى فشلهم .والآن يعودون بجعجعة جديدة ولوائح لا تزيد من أدرج فيها إلا شرفاً وعزة وكرامة، قدم البيت الابيض في الخامس عشر من كانون الثاني ٢٠١٩ قانون إدعى فيه منع زعزعة إستقرار العراق ، صيغة هذا القانون هو لفرض عقوبات على اشخاص يستخدمون العنف لتهديد السلام والديموقراطية ، تشمل هذه العقوبات حظر المعاملات العقارية ومنع اعطاء تأشيرة دخول للولايات المتحدة الامريكية للشخص المشمول بالعقوبات .شمل هذا القانون مجموعة من قادة ومؤسّسي الحشد الشعبي الذين دافعوا عن استقرار العراق وحفظ اراضيه من مجرمي تنظيم داعش الذين جائوا بهم مقدمي هذا القانون !هؤلاء القادة وفي طليعتهم الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي هم من افشلوا مخططات البنتاغون والكيان الصهيوني في هدم ما تبقى من بلاد الرافدين ، وتقسيمه وإضعافه وجره إلى ويلات تلو الويلات وحروب تلو الحروب .هؤلاء القادة إنتصروا على إرداة الشر وحفظوا الأرض والمقدسات ، إنتصروا في الصعيد العسكري والإجتماعي والسياسي كسبوا الود في افئدة العراقيين بما بذلوه في سبيلهم وحان رد الجميل .حققوا إنتصاراً سياسيا لم يكُن مُتوقعاً للإدارة الامريكية ولا الصهيونية فكيف بمن انتصر علينا عسكرياً ينتصر علينا سياسياً ؟ فيا لوائح أكتبي ويا عقوبات أسري ويا ماكنات طبّلي ! قبل خمسة أعوام ، وفي منطقة الضابطية التي تقع شرق مدينة الفلوجة غرب بغداد شاهدت وسمعت بعض كلمات قالها أمين عام عصائب أهل الحق لم تفارق مخيلتنا وجعلتنا نقف كثيراً. “بنداء ياعلي” تقدموا هي مجرد كلمات قالها جعلت من مُقاتليه يتسابقون لتحرير هذه المنطقة بيوم او يومان فقط.
الشيخ الامين يراه الشُرفاء صانع الإنتصارات في العراق الحديث ونموذجاً للقائد والسياسي الاكاديمي الناجح وينعته المتأمركون بالعمالة والتواطئ ويرونه الاخطر عليهم من أقرانه ، رجل الدين الذي قادة اقوى العمليات العسكرية على امريكا وسبب لها الحرج امام المجتمع الدولي والسياسي الذي احدث طفرة نوعية في انتخابات ايار الماضي .
من هو الشيخ قيس الخزعلي ؟ولد الشيخ قيس الخزعلي عام 1974 في حي مدينة الصدر الفقيرة ببغداد, تخرج من الثانوية ثم إلتحق في كلية العلوم قسم الارض او مايعرف بالجيلوجيا بجامعة بغداد وفي عام 1994 توجه للدراسة الدينية في حوزة النجف معقل العلوم الدينية في العراق .طفولة فقيرة في مناطق شعبية, دروس دينية وأخرى في علم الارض والسياسة.تلك هي الخلطة السحرية لمن سيكون مستقبلا الزعيم الشعبي.الزعيم المتواضع الفقير اوكما يطلق على نفسه ” الشروكَي” هو مصدر التهديد والخطر والعثرة أمام مُخططات الادارة الامريكية .دخل مُبكراً في الحركة التي قادها السيد مُحمد الصدر ونال الثقة والإجازة الشرعية منه , عمل على تصفية المدارس الدينية من رجال الامن والمخابرات التابعة لنظام صدام بعدما كانت عبئاً كبيراً على حركتهم الدينية.دخل الخزعلي ميدان القتال وأسس مع رفاقه تشكيل ما يُعرف بالمجاميع الخاصة لقتال الأمريكان في 3 آيار 2003 وقاد المعارك مع جيش المهدي “ع” التي حدثت في النجف وعمليات في اغلب مدن العراق .وهذه المجاميع الخاصة (والتي تحول إسمها لاحقاً إلى المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق) قادت عمليات مقاومة عسكرية موسعة شملت بريطانياوامريكا ونفذت عمليات نوعية أشهرها في كربلاء عام 2007 المركز الديني الثاني في العراق وكانت هذه العملية هي المحطة الفاصلة .كثفت امريكا وبريطانيا من جهودها الاستخبارية لملاحقة الشيخ الخزعلي وأقرانه, ولكن بائت بالفشل الذريع .اذن ليس عبثاً أن يوضع على رأس كل قائمة وعلى كل لائحة ، ومن يعتقد أن هذه اللوائح مُجدية فهو واهم ومخدوع وابسط مثال على ذلك القوائم التي سبقت هذه ولوائح الارهاب وغيرها لم تشكل عثرة امام طريق الحق واهله .إذن ضعوا في قوائمكم ما تشاؤون واكتبوا ما تحبون وسخروا قنواتكم وبيجاتكم وجيوشكم الالكترونية فالنصر موعدون به ولو بعد حين.

التعليقات مغلقة.