نص كلمة الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي بمناسبة عيد الفطر المبارك

801

نص كلمة الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي بمناسبة عيد الفطر المبارك

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على خير خلقه وعلى آله الطيبين الطاهرين ..

الآباء والأمهات ، الأخوة والأخوات من أبناء شعبنا الحبيب ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

أولاً نُبارك لكم عيد الفطر المبارك الذي ندعو الله سُبحانه وتعالى أن يجعله عيد خير وبركة على كل العراقيين وكل المسلمين في العالم ، نسأل الله تعالى بألطافه ورحمته وهو أرحم الراحمين أن يشملنا بألطافه ورحمته كما هو دائماً ذلك وكما هو الآن يشملنا بهذا اللطف وهذه الرحمة ونحن نواجه تحدياً خطيراً خاصاً هو تحدي وباء كورونا الذي حصد أرواح مئات الآلاف من سُكان العالم ولكن الحمد لله في بلدنا الحبيب إلى الآن نحن في بر الأمان ، نحمد الله ونشكره وبالشكر تدوم النعم وهو أمر له أسبابه ،

السبب الأول نعتقد أنه التوفيق الإلهي والرحمة الإلهية وكذلك هُناك أسباب من ناحية الجهود الطيبة للكوادر الطبية التي هي في خط الصد الأول جزاهم الله خير ونقدم لهم كل الشكر والإحترام والتقدير ، وكل العراقيين الشرفاء يقدمون لهم هذا الشكر ، وكذلك قواتنا الأمنية التي تقوم بواجبها في فرض حظر التجوال الكلي والجزئي ، وكذلك الشعور بالمسؤولية لدى جزء كبير من أبناء شعبنا في تطبيق توجيهات التباعد الإجتماعي ، الحمد لله ونشكر الله .

طبعاً هناك ملاحظة بوجود زيادة نسبية في عدد الإصابات والوفيات أكيد هذه سببها أن بعض أبناء شعبنا الأحباء الأعزاء في بعض المدن الإجتماعية لا يُراعون توجيهات التباعد الإجتماعي والإجراءات الصحية ونحن نعتقد أن هذا ليس صحيحاً ونطلب منهم أن يلتزموا بهذه المسائل فبالنتيجة إن أرواحهم هي أرواح عزيزة علينا وليس من الصحيح بل حتى مُحرم شرعاً إعطاء أرواح بسبب تماهل أو تهاون في إجراءات لو طبقت فإنها من الممكن أن تحفظ هذه الأرواح . نسأل الله تعالى أن يحفظكم جميعاً وإن شاء الله نعبر جميعاً إلى بر الأمان ويكون بلدنا وشعبنا إلى أفضل حال بعونه تعالى .

في هذه الفرصة نُحاول أن نستثمرها في أن نتكلم مع أبناء شعبنا في المواضيع التي نعتقد أنها المواضيع الأهم ونطرح لهم رؤيتنا في فيما نعتقد وحقيقة الأمور التي تجري وكذلك نطرح لهم طريقة الحل التي نعتقد أنها يُفترض أن تكون لكي نعبر وإن شاء الله يكون وضع العراق إلى وضع أفضل .

الموضوع الأول الذي أردنا أن نتكلم به هو الموضوع السياسي ، وكما تعلمون أنهُ مُنذ فترة طويلة شهد العراق من الناحية السياسية وضع مُتزلزل غير مُستقر وهو الذي حَدَثَ بعد قضية التظاهرات الشهيرة وبالتالي إستقالة الحكومة والعراق أصبح لديه حكومة مُستقيلة شُبه المُكتّفة لا تستطيع أن تقوم بشيء حقيقي وَشَهَدَ وَضع البلد وَضع أشبه ما يكون بالتعطيل ، حكومة لا يتفاعل معها خارجياً وهي محل جدال داخلي فكان من الضروري والواجب أن تتشكل حكومة أخرى من أجل أن تمتلك صلاحيات وقدرة بأن تقوم بواجبها خصوصاً مع التحديات التي بدأت ملامحها تبدو بشكل واضح خلال فترة نهاية الحكومة السابقة

موضوع تشكيل الحكومة كما تعلمون أخذ محل جدل ونقاش وآراء وإعتراضات وقناعات وتقاطعات .. إلخ لا نحتاج إلى تكرارها لأنها ليست ببعيدة ، على كل حال كانت هناك وجهات نظر متعددة ونحن كان لدينا وجهة نظر قلناها لا زالت موجودة وأكدنا بأننا نحتفظ بهذه الملاحظات ولكن وصلنا إلى قناعة بأنه يجب علينا أن نضحي ونتنازل من أجل أن نعبر بالبلد إلى بر الأمان خصوصاً أن وضع البلد على ضوء قناعات الأطراف الداخلية وعلى ضوء التدخلات الخارجية بل التهديدات الخارجية لوضع العراق يتطلب أنه علينا أن نتنازل ونضحي لنعبر هذه المرحلة وهذا التحدي لتتشكل حكومة وتتحمل المسؤولية لأننا في حالة الإصرار على قناعتنا في ذلك الوقت فسوف نتهم بأننا نريد أن نعطل الدولة وأننا لا نهتم بمصالح الناس ولا بمعيشتهم ولا رواتهم ولا بحياتهم .. إلخ فالإتهامات كانت معلبة وجاهزة ففعلنا ذلك والله سبحانه وتعالى من وراء القصد وبالنتيجة تشكلت الحكومة ، ونحن الآن لسنا في طور إعادة هذه الملاحظات ولكن علينا ان نتصرف من منطلق المسؤولية ونلاحظ التحديات الكبيرة الموجودة ونعمل جميعاً على أن يعبر شعبنا هذه التحديات ، بالأخير تشكلت هذه الحكومة والآن توجد حكومة عراقية على الأقل دولياً غير مُختلف عليها ، ومحلياً هي محل إتفاق الغالبية العظمى من الأطراف السياسية التي وافقت وأيدت ودعمت ، الذي يهمنا في الموضوع السياسي هو أن نؤكد على نقطتين أساسيتين :

النقطة الأولى :

أن هذه الحكومة عليها أن تعلم وتتذكر دائماً ولا تنسى أنها ليست حكومة تشكلت لتكون حكومة بديلة عن حكومة سابقة مُستقيلة وتستمر بعملها بشكل كامل وطبيعي إلى حين إكمال الدورة البرلمانية إنما هي حكومة شكلت من أجل تحقيق ثلاث اهداف رئيسية وهذا توافق تضمني موجود وليس شيئاً جديداً .

الأهداف الرئيسية الثلاثة التي من أجلها شكلت هذه الحكومة ..

ـ الهدف الأول والاساسي هو إجراء إنتخابات مبكرة ونزيهة وهذا مطلب جماهيري ومرجعي ومطلب الكثير من القوى السياسية .

ـ المطلب الثاني هو مواجهة تحدي كورونا وما يحتاجه من إجراءات وان شاء الله لن يبقى الشيء الكثير حتى تنتهي هذه الأزمة .

ـ المطلب الثالث هو مواجهة التحدي الإقتصادي الذي يعصف بالعالم ككل وببلدنا .

هذه النقاط الاساسية التي نعتقدها ان على الحكومة ان تلتفت إليها ونحن من ناحيتنا نؤكد على هذه المطالب الثلاثة ونؤكد على الاول بتوفير الحكومة والبرلمان للمقدمات المطلوبة حتى تتحقق الانتخابات المبكرة بأسرع وقت مُمكن بدون مُماطلة أو تسويف وبدون ان تطرح نظريات واحتمالات واتهامات واجندات .. إلخ . فهذا المطلب ليس محل نقاش نؤكد عليه وسنتابع الحكومة والبرلمان من ناحية هل سيقومون بواجبهم بتحقيق هذا الهدف أم لا ، وسنتكلم بصراحة ولا سمح الله إذا رأينا شيء آخر سيكون لدينا موقفنا الحازم في هذه المسألة .

النقطة الثانية :

التي أردنا أن نؤكد عليها في الموضوع السياسي هو مُلاحظة قد تكون موجودة لدى الكثير من أبناء شعبنا هو ان هناك توجه لدى الجانب الاعلامي والجانب الاستعراضي ، نحن نعتقد أن هذا ليس توجهاً صحيحاً ، صحيح ان الاعلام مهم لكن ليس الاعلام من الفراغ فالإعلام اذا كان يستتبع مُنجز فهو إعلام صحيح ومطلوب أما أن يكون الاعلام هو الهدف وليس الوسيلة فهذا ليس صحيح ونحن نؤكد على ان تقوم الحكومة برئيس وزراءها وتؤكد على المنجز والأثر الحقيقي لأن الإعلام فقط لن يؤدي إلى حل للمشكلة الإقتصادية ولن يوفر رواتب للموظفين ولا تهديد توفير الكهرباء ، الإعلام وحده لن يحقق أي شيء فهذه المسألة مهمة جداً ويجب أن تكون واضحة ويجب أن تكون الإلتفات إليه ، وأن لا تكون هذه الحكومة إستعراضية هدفها تحقيق الإستعراض والإعلام فقط .

في المحور الثاني الذي أردنا أن نتكلم عنه هو المحور الإقتصادي فكما تعلمون هو المحور الأهم والتحدي الأكبر والحقيقي وكبير وأسبابه عديدة قسم منها داخلية وقسم آخر خارجية ، فأما الداخلية هو أن هناك أخطاء متراكمة وسوء إدارة دولة طيلة هذه الفترة منذ عام 2003 وإلى الآن ، هناك فساد حقيقي شمل كل مؤسسات الدولة والدولة لا تمتلك سياسة اقتصادية واضحة لإدارة الوضع الإقتصادي منذ 2003 وإلى الآن وهناك أسباب خارجية أيضاً لهذا الوضع الإقتصادي قسم منه له علاقة بوضع وباء كورونا وما حققه من فساد إقتصادي وبالتالي أدى إلى تقليل الطلب على النفط العالمي وإقتصاد العراق هو إقتصاد ريعي وبالتالي يعتمد على النفط وقسم من الاسباب له علاقة بالتصرفات الصبيانية التي قام بها النظام السعودي في حرب الاسعار مع روسيا بنتيجة لم تكن مضرة الى كل مصدري النفط وفي مُقدمتهم النظام السعودي بينما كان اكبر المتضررين هو العراق الذي تضرر ضرراً مزدوجاً نتيجة هذه المغامرات الصبيانية من ناحية ضرر وانهيار الاسعار اولاً ومن ناحية تقليل حصة صادرات العراق اضطرته ان يقلل اكثر من مليون يومياً بسبب هذه التصرفات ثانياً .

بالنتيجة نحن الآن نعيش تحدياً حقيقياً وعلى هذه الحكومة أن تقوم بواجبها في دراسة إجراءات حقيقية لمعالجة هذا الوضع في ظل هذا الضغط وهذه المدة الزمنية المحددة ، ومن الحلول المفترضة هو حل الإقتراض الخارجي ، ونحن لاحظنا أن الحكومة بادرت وسارعت إلى حل الإقتراض الخارجي ، وإذا كانت معذورة لتوفير الرواتب .. ونحن ليس هدفنا الإنتقاد لأجل الإنتقاد إنما نعمل لأجل أسباب موضوعية ولكن بشكل عام نقول أنه يجب أن يكون حل الإقتراض الخارجي هو الحل الأخير والحل الإضطراري وليس الحل الأول والإختياري لأسباب كثيرة طبعاً لأن الإقتراض الخارجي يقيد إقتصاد البلد لهذا الجيل والاجيال القادمة وقد يكون التقييد ليس تقييد اقتصادي فقط بل قد يكون تقييد سيادي لأنه كل اقتراض تتبعه فائدة ، وإذا كانت هناك دول تقدم قروضاً بفوائد قليلة فيقيناً أنه ليس قربة لوجه الله وإنما بمقابل فوائد او شروط سياسية تقيد قرار البلد السياسي فليس هناك من حسن ظن بأن هناك قرض مجاني فكل شيء له مقابل ، بالتالي وكما ذكرنا يجب أن يكون الإقتراض الخارجي هو الحل الأخير والإضطراري فعلى الحكومة أن تعمد أولاً إلى إستشارة المتخصصين في هذا المجال إستشارات ذكية وعملية وسريعة من أجل تفعيل الوضع الصناعي والزراعي .

طبعاً نحن في العراق في هذا الوضع لا نتكلم عن حلول ومشاريع لنهضة العراق اقتصادياً وان يرتفع الى مصاف دولة معينة ففي هذه السنة وهذا العام نتكلم عن مشاريع صناعية وزراعية من اجل ان نواجه الازمة التي تواجهنا ومن اجل توفير العيش الكريم بهذه المقدار ويفترض أن ذلك ممكن ما دام هناك عقول والعراقيين هم أصحاب العقول والأذكياء وتكون هناك إرادة ويكون هناك تعاون وبالتالي الفرص التي يمكن أن تطرح لمعالجة الوضع الإقتصادي من خلال تنشيط الوضع الصناعي والزراعي يجب أن يكون هناك تركيز لأن العراق بلد الخيرات والزراعة من ناحية الأرض والمياه تشكل ثروة كاملة ويجب أن يكون هناك دعم للفلاحين وفي المجال الصناعي يجب أن يكون هناك تفعيل للمصانع وخصوصاً المال المحلي وأفكار أخرى مُمكن أن تطرح من قبل المتخصصين في هذا المجال وإذا وصلنا إلى مرحلة الإقتراض فنعتقد أن الإقتراض الداخلي هو أولى ومقدم على الإقتراض الخارجي لأنه على الأقل ستقترض من داخل مؤسسات دولتك وأبناء شعبك ولن تكون فيه قيود سيسية تقيد قرار البلد وقرار الدولة العراقية لذلك نحذر من التسرع في القروض الخارجية لما فيها من مخاطر ذكرناها .

المحور الآخر الذي نريد أن نتكلم به هو المحور الاجتماعي ، قبل فترة قليلة قامت سفارة الإتحاد الأوربي ومعها سفارة بريطانيا وكندا برفع علم المثليين في العاصمة بغداد وتبني هذا العمل ونشره في مواقع التواصل والرسمية التي تعود لهم ، هذا الحدث طبعاً كانت له تداعياته الداخلية ونعتقد أن رد الفعل كان بالمستوى المطلوب فوصلت الرسال الى نفس هذه الدول فإضطرت مجبرة على ان تلغي وتسحب هذا الخبر من مواقعها ولكن نحن نعتقد بأنه يجب كذلك ان نتكلم عن هذا الموضوع ولو قليلاً فمن المعلوم ومن المعروف أنه كل شعب في العالم له ثقافته الخاصة وكل شعب له عاداته وتقاليده الخاصة وعقائده وإيمانه الخاص به ، وكل دولة لها دستورها وقوانينها النافذة ، ونحن لا نذهب بعيداً إذا خاطبنا الإتحاد الأوربي أولاً انه إلى الآن يرفض إنضمام تركيا إليه ليس لسبب سياسي أو إقتصادي وإنما لسبب له علاقة بهوية أوربا الثقافية من الناحية الدينية وهم يقولون ذلك صراحة أن أوربا هي قارة مسيحية وأن تركيا بلد مسلم ونحن نتخوف على ثقافتنا وديننا من إنضمام بلد مسلم لديه هذا العدد الكبير من السكان ، إذن هم يلاحظون خصوصياتهم وهو ما له أثر حتى على مستوى القرار السياسي . نحن في العراق من الشعوب الشرقية بل نحن من أكثر الشعوب الشرقية أصالة وعراقة ، نحن شعب عربي مسلم ولسنا شعب غربي مسيحي أو على دين آخر وهذا جزء من هويتنا الثقافية فالشعب العراقي في غالبيته العظمى 97 % أو أكثر هو شعب مسلم ، والعراقيون بمختلف أديانهم بما فيهم المسيحيون والصابئة مُضافاً إلى المسلمين هم مؤمنون بأديانهم ويحترمونها ويقدسونها بغض النظر عن مقدار تطبيق هؤلاء العراقيين للأحكام الفقهية والعبادية ويعتبرونها جزء من هويتهم الثقافية .

السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الإصرار من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على دعم ثقافة الشذوذ الجنسي داخل العراق ؟!!

كما تعلمون ان رفع علم المثليين ودعمهم هو ليس الحادثة الاولى فقبل فترة ليست بالبعيدة قام السفير البريطاني بالعراق بدعم المنظمات التي تدعم الشذوذ الجنسي وقبلها قامت السفارة الأمريكية من خلال قنصليتها في أربيل برفع علم المثليين فنلاحظ أن الإتحاد الأوربي وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا أي العالم الغربي كله يركز ويهتم ويعطي قيمة يرفع ويدعم عمل المثليين ويدافع عنهم داخل العراق دون كل دول العالم العربي والإسلامي ،

فهل أن العراق يشهد حالات شذوذ جنسي بأعداد كبيرة من شبابه بحيث أنهم صاروا ظاهرة وحالة وتحتاج من تلك الدول التي تعتقد بحرية هذه الممارسات وضرورة الدفاع عنها والوقوف أمام الإرهاب الموجه لها بأن يقوم بهذا الواجب في العراق لأن هناك أعداد كبيرة وأن هناك إرهاب وقتل وتمثيل لهؤلاء الشاذين جنسياً !!!

أم أن الواقع هو أنهم بهذه الأعمال يريدون أن يجعلوا ظاهرة المثلين الجنسيين ظاهرة وحالة في المجتمع العراقي ؟؟! ما هو السبب ؟

لماذا هذا الإصرار على إستهداف مجتمعنا لماذا هذا الإصرار على ضرب قيمنا المجتمعية ؟

لماذا هذا الإصرار على عدم إحترام أدياننا ؟

لماذا هذا الإصرار على مخالفة القوانين العراقية ؟

ولماذا العراق دون غيره من دول العالم ؟

طبعاً هذا السؤال نحن نطرحه لأننا نعتقد هو المهم بأن نعلم ونؤمن (يا عراقيين .. يا شُرفاء .. يا أصلاء) علينا أن نعلم بتكرار هذه الأفعال أن هناك فعلاً مشروع وليس نظرية مؤامرة يُراد أن يُنفذ في العراق يستهدف قيمنا المجتمعية وعقائدنا وديننا وليس مُجرد إتهامات أو نظرية مؤامرة أما لماذا هذا الاستهداف بعيداً عن الادعاءات التي يدعونها بالدفاع عن الحريات والى آخره فهذا موضوع قد نتكلم فيه بمُحاضرة اخرى ويجب ان نتحدث عنه في يوم من الايام ، والعراق ليس بلداً ثانوياً بل بلد مهم وهو قلب العالم وله تأثير وضع العالم الجيوسياسي الحالي والمستقبلي ولهذا نرى هذا الاصرار على الوجود العسكري الامريكي .

في موضوع الوجود العسكري الاجنبي وموضوع السيادة العراقية كان هناك قرار من البرلمان العراقي بعدم بقاء القوات الاجنبية وضرورة خروجها الفوري استتبع هذا القرار بطلب من الحكومة العراقية الى حكومة الولايات المتحدة بضرورة تصديق قرار البرلمان العراقي وخروج قواتها .

الأهم من هذا كله كانت هُناك إرادة جماهير عراقية وطنية غيورة وشجاعة ترفض بقاء أي قوات اجنبية على ارضها وهذا هو القرار الأعلى ، بالنتيجة هناك تفاوض يُفترض أن يجري في شهر حزيران بين الحكومة العراقية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية ، نسمع أن هناك نوايا أمريكية بالإنسحاب .

بالنسبة لنا لدينا شكوكنا بذلك وهي ليست شكوك مُبنية على سوء ظن مجرد ، إنما شكوكنا لها أسبابها المنطقية وملخصها أن كل من هو مطلع على حظ بسيط من الوضع السياسي العالمي والأمريكي يعلم بأن القرار الأمريكي يستتبع الأمن القومي الإسرائيلي فنحن نعلم أن الوجود الأمريكي في العراق هو ليس من أجل المصالح الأمريكية بالدرجة الأساس إنما هو من أجل مصلحة الكيان الإسرائيلي وأمنه فهل تغير الآن شيء حتى أن القوات الأمريكية ستسحب قواتها ؟ نحن لدينا شكوك .. على كلٍ نحن لن نُصادر هذه الشكوك ونقول أن الموضوع لن يكون هناك إنسحاب ، سنعطي فرصة وننتظر ، بالنتيجة نحن لسنا أمراء حرب ولسنا متعطشين للدماء ، نحن ناس وطنيون نبحث عن سيادة وكرامة وطننا كعراقيين وأي إنسان شريف وغيور لا يقبل لأجنبي أن يدخل في بيته ، ولا يقبل لدولة أجنبية أن تتواجد بقواتها العسكرية في بلده هذا هو موقفنا ببساطة ، وإذا أحد ما يزايد ويحاول أن يحرف الموضوع ويقول هل أن هذا الموقف خاص بالقوات الأمريكية نقول له : لا هذا الموقف مع أي قوة عسكرية على الأرض العراقية بدون إستثناء ، وكما قلنا نحن سننتظر فإذا حصل الإلتزام فكفى الله القتال .

أما إذا لم يحصل إلتزام فعلى المحتل الأجنبي أن يعلم أن العراقيين هم شعب أصيل وغيور ولن يوافق أو يسمح أبداً ببقاء هذه القوات ، ولدينا تجاربنا السابقة على طول قرون من البشرية وقرون من التأريخ وعلى تأريخنا الحديث ، ونحن سنشهد في شهر حزيران شهر التفاوض سنشهد الذكرى السنوية المئوية لثورة العشرين على الاحتلال البريطاني فعلى الأمريكان وهم يتفاوضون في شهر حزيران أن يتذكروا ثورة العشرين وأن لا يُماطلوا ولا يراوغوا ولا يُحاولوا أي مُحاولة أخرى لأنه ليس بالإمكان إستمرار تواجد القوات الأجنبية على الأرض العراقية نهائياً وكل الأسباب الموضوعية ، حتى من ناحية الحسابات العسكرية لا تجعل هذا الأمر مُمكن ، لا أريد أن أطيل كثيراً في هذه المسألة ولكن على الأقل فإن الولايات المتحدة الأمريكية والتي يُفترض أنها دولة عظمى قد جربت في ظروف خاصة أن تنزل في مواجهة مع فصيل عراقي واحد هم أبطال كتائب حزب الله وأذاقوها ما أذاقوها ووصلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى مرحلة الند ولم تستطع أن تجاري أو تضع حداً لهذا الفصيل المقاوم فكانت العمليات فعل ورد فعل وإلى أن كانت الضربة الأخيرة للمقاومة العراقية وليس للولايات المتحدة فإضطرت أن تبتلع خسارتها وتغض النظر فكيف سيكون الحال لو أن القرار صار قرار لكل الفصائل المقاومة العراقية وفي وقت واحد ومعهُ الشعب العراقي ونحن أحفاد ثورة العشرين وعشائر ثورة العشرين الأصيلة .

هذا كلامنا نتكلمه بشكل واضح وصريح بأننا لسنا أمراء حرب ولكن مُستعدين أن ندفع دماءنا وأرواحنا وسيادتنا ومُضافاً إلى كرامتنا وسيادتنا وان هذه المسألة فيها إعتبار آخر خاص هي دماء الحاج القائد الشهيد أبو مهدي المهندس ورفيقه الحاج القائد قاسم سُليماني والشُهداء الذين إستشهدوا معهُم وكل شهداء الحشد الشعبي الذين أغتيلوا وغدر بهم من ضربات امريكية واسرائيلية وإن شاء الله يكون وعدنا بخروج القوات الأمريكية ، وعذراً على الإطالة وإن شاء الله نلتقيكم في وضع آخر يكون وضع خير ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

التعليقات مغلقة.