إثارة الرعب من قضية الظهور .. من يقف وراءها ؟!

436

إثارة الرعب من قضية الظهور .. من يقف وراءها ؟!

بقلم / أحمد رضا المؤمن

لوحظ في الآونة الآخيرة تزايد عدد المنشورات ذات المضمون الغيبي التنبؤي المتعلق بقضية ظهور الإمام المهدي “عج” ومقدمات وعلامات هذا الظهور .

ولكن مضمون الطرح هذا كان بإسلوب يُثير الرعب في قلوب شيعة وأنصار ومُحبي الإمام المهدي “ع” أنفسهم قبل غيرهم حتى وصل الحال ببعضهم بالإسراع في شراء كل ما يستطيع من مواد غذائية تكفيه لمدة طويلة بسبب الفهم الخاطيء الذي حصل لهم بسبب هذه الإطروحات المشوهة عن قضية الظهور ومقدماته وعلاماته .

الظهور المهدوي بُشرى ورحمة

في عقيدتنا الإمامية الإثنى عشرية نؤمن بوضوح بأن ظهور الإمام المهدي “ع” هو أعظم رحمة إلهية للبشرية وهو بشرى لإقامة دولة العدل الإلهي في الأرض بعدما ملأت ظلماً وجوراً .

ولكن الغريب أننا نشاهد هؤلاء المتنبئون لديهم منهجية غريبة في الحديث عن قضية الإمام المهدي عليه السلام وكأنها نهاية العالم وموعد مع الدمار والهلاك !

هذا الأمر يتناقض تماماً مع ما نؤمن به من أن الظهور سيكون سبباً لكل خير ورحمة للناس عموماً وللشيعة والمظلومين خصوصاً وسيكون نقمة على الظالمين والفاسدين والخلاص منهم إلى الأبد . فمن الغريب أن نجد من يتكلم عن فهمه الخاص للعلامات ومقدمات الظهور بطريقة مرعبة للناس البسطاء .

أبعاد وخفايا في إسلوب الترهيب من هذه النبوءات

تشير بعض المعلومات والتحليلات هنا وهناك في العراق وغيره من البلدان أن هؤلاء المتنبئين يلعبون دوراً مهماً في تسويق وخلق أزمات مُتعددة يستفيد منها تجار جشعين يستفيدون من هلع ورعب الناس من مثل هذه النبوءات فيحصل الإقبال الشديد على المواد الغذائية والمستلزمات الصحية وما شابه فتختفي من الأسواق وتحصل أزمة طلب كبيرة وهو ما تم إكتشافه في الجمهورية الإسلامية في إيران عندما تم إلقاء القبض على مجموعة تقوم بإحتكار المستلزمات الصحية الوقائية من الصيدليات لبيعها بأسعار مرتفعة جداً .

فضلاً عن تحقيق حالة من الشلل السياسي والحياتي بشكل عام يخدم جهات دون أخرى ويضر بشرائح دون أخرى . وهي أمور تستدعي من الأجهزة الأمنية والمخابراتية في كل دولة وأولها العراق (بلد الظهور المهدوي) أن تبدأ تحقيقاً فيها حول دوافع ومصلحة هؤلاء ومن الذي يقف وراءهم .

ويبدو أن السبب الأساس الذي شجع هؤلاء المتنبئين على مثل هذه الأطروحات المتشائمة والمرعبة هو طبيعة الأحداث المتراكمة المتأزمة التي إتسم بها هذا العام 2020 حتى أن المزاج العالمي عموماً والعراقي خصوصاً أصبح يتقبل ويستقبل أي خبر أو معلومة عن حدث سيء وكارثة قد تحصل لا لشيء إلا لتكون صورة نمطية متشائمة عن الأوضاع وآخرها إنتشار وباء كورونا .خلاصة القول أن طرح قضية الإمام المهدي “عليه السلام” ينبغي أن يتم طرحها بإسلوب البشارة والإستعداد لفرحة الفرج الأعظم بالعبادة والتوبة وليس بإسلوب نشر الأكاذيب والإشاعات التي تتسبب برعب الناس ويأسهم من رحمة الله لا سمح الله .

التعليقات مغلقة.