الإعتكاف .. ودوره في التنمية النفسية

503

الإعتكاف .. ودوره في التنمية النفسية

بقلم / الشيخ عدنان الحساني

نتحدث عن الإعتكاف ..أهميته وثمراته الروحية والتنموية ،

الإنسان خلال مسيرته العملية يُحاول أن يوجد إنسجام مُستديم بين طاقاته الروحية والجسدية .. لكن ، بحُكم الإنشغالات الاجتماعية والتزاحم العملي راح يفقد كثير من عناصر هذا الانسجام لذلك هو بحاجة إلى التوقف عند محطات للتغذية الروحية يحتاج لفترة وجيزة ان ينقطع عن هذه الانشغالات عن هذا التزاحم حتى يبدي مرحلة جديد وانطلاقة جديدة نحو مسيرته الحياتية ويرجع الانسجام متجدد ويحقق كفاياته الروحية مع كفاياته الجسدية والحياتية بشكل بناء ومثمر وبأقل قدر من المشاكل.

محطات التغذية الروحية كثيرة منها ما يكون إلزامي مثل شهر رمضان ومنها ما يكون إختياري واستحبابي كشهر رجب الأصب وشهر شعبان المكرم ..

واحدة من اهم محطات التغذية الروحية هي الإعتكاف وتكمن اهمية الإعتكاف ليس في الجانب المعنوي والروحي فقط بل هناك عدة جوانب لها دخل بالمجال البنيوي والتنموي للإنسان كفرد وللجماعة التي تحيط به .

فالإعتكاف يُحقق صورة مثالية للنقاهة وإعادة تنظيم الافكار من دون ضغوطات أو تأثيرات خارجية ، هذا أولاً.

ثانياً : الإعتكاف يُجدّد عناصر الطاقة الايجابية التي كانت خاملة بسبب الضغوطات العملية والحياتية هذه الطاقة قادرة على  تشغيل ماكنة الحماسة الدينية من جديد والاحساس بالاخرين وتقديم العون اليهم معنويا او ماديا ..

ثالثاً : الإعتكاف قادر على إضعاف عنصُر حُب الذات لأن الاعتكاف مجموعة عبادات ترتكز على التصبر والمجاهدة اي الامتناع والانقطاع عن الملذات والانشغالات وهذا بحد ذاته يوجد عند الانسان حالة من حالات التضحية بالذات في سبيل التكامل وهي خطوة بإتجاه الشعور بالناس والاحساس بالمسؤولية اتجاههم.

إذن الإنسان يبحث عن الكمال دائماً ، والاعتكاف يساعده على الوقوف على مواطن الضعف لديه ، كما أنه يمثل فرصة مناسبة لأن يشعر الإنسان بالرفعة والاعتزاز في مُنعطفات الحياة المادية .

بمعنى أن الانسان لا يجد نفسه في مواطن التزاحمات والانشغالات ولكن بمُجرد أن يختلي مع نفسه وربّه سيجد نفسه سيقف على عيوبه سيقف على نقصه وبالتالي يكون قادر على تنمية ذاته وتحقيق مكاسب روحية ومعنوية وكذلك مكاسب تنموية تنفعه بمسيرته الحياتية مع الآخرين .

التعليقات مغلقة.