الثقافة ما بين سومر والحمداني

450

الثقافة ما بين سومر والحمداني

بقلم / د . هاتف الركابي

من هناك،، من الناصرية ،، من تلك المدينة التي تناغم فيها التاريخ والجغرافيا بعشق في لوحة جميلة ، من سومر .. ومن القيثارة التي عزفت لحناً ولحناً حتى انتجت لنا تلك القامات الجميلة الرائعة ،،
هناك في اقاصي الاهوار وبين الماء والطين وحقول القصب الفضية تأتي أسراب الطيور المهاجرة لترسم نقوشاً فنية زاهية بألوانها ،، هناك اوروك وأور ولجش واريدو وزقورة العشق ،

المدينة التي يتفجر الفن والشعر والعلم والادب والفكر والابداع من بين ثناياها ،فانجبت رجالاً كقمم الجبال ساهموا في بناء الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية والفكرية للوطن ، فتحول كل واحد الى مدرسة ثرية ..
ومن هذه الرجالات وزير الثقافة السيد عبد الامير الحمداني ، فليس من عادتي أن أتزلف الى صانع القرار ، وهذه هي المرة الاولى في حياتي أن اقوم بمدح مسؤول في الدولة ، ولم أكن أعرف الحمداني من قبل ولم التقيه الى هذه اللحظة رغم هو ابن مدينتي ،، ولكن الحق أقول فقد كنت ُ راصداً لعمله وتحركاته خلال السنة المنصرمة من عمر الوزارة .. فقد وجدته عصامياً نزيهاً نظيفاً في زمن قلّ فيه الانقياء،
فهو لايأخذ مبالغ الايفاد التي حددها القانون له من الدولة ..ثم أنه اسس لجنةً عليا للنظر بموضوع الايفادات ومدى الجدوى منها وتقديم تقارير من قبل الموفدين للوزارة .. وحصرها المشاركة في الايفادات الهامة والضرورية التي تعطي نتاجا ثقافيا لا أن تكون جزافاً كما هو في معظم الوزارات.. وعرف أنه يهتم في المثقفين من غير الموظفين مادياً ومعنوياً ويستقبلهم في كل الاوقات في مكتبه لاسيما دعمه لاصحاب المشروعات الثقافية ..
ثم أنه عند استئزاره قام بتغيير الادارات الفاشلة في قطاعات الثقافة والسياحة والاثار بأخرى كفؤة ونزيه وشجاعة ..
عُرف بتجواله الدائم في الملتقيات والمنتديات وشوارع الثقافة بشكله الاعتيادي ودون حمايات شخصية ..
قام بأعادة اىكثير من المثقفين والفنانين للوظيفة بعد فصلهم سياسيا وهجرتهم خارج العراق ومن ثم عودتهم
ويكفي الحمداني فخراً لاوجود لملف فساد واحد عليه ، ويعد اول وزير في الدولة يقدم كشف الذمة المالية لهيئة النزاهة ..
متواضع وبسيط ومتعاون مع الجميع ولا يرغب ان يوصف وزيرا من الاخرين .. بل موظفا عاملا لخدمة الثقافة والمثقفين..

وتأسيساً لما تقدم أدعو المثقفين والمختصين والادباء والشعراء والكتاب والفنانين إلى التمسك بهذا الرجل في الحكومة المقبلة ، فأني أرى فيه الشخص الذي يمكن أن يرتقي بأداء هذا المكان الى افضل الاحوال لا سيما أن معه كادر أعتقد انه قادر على النهوض ..
وهناك مقترح لديّ اتمنى من الوزير والمعنيين والقانونيين النظر فيه وهو تقديم (مشروع قانون المباني والبيوت التراثية في العراق) ويمكن ان اقدم للوزارة الصياغة التشريعية الكاملة لهذا القانون لاسيما بالتعاون من القانونيين في الوزارة لاسيما وجود المبدع جبار الشويلي الذي عرفناه قانونياً مبدعاً ، وبهذا القانون سنضمن بقاء تلك المباني الاثرية والتراثية شاهقة وصيانتها من الضياع ..

شكراً للناصرية .. وللحمداني كل التقدير .. وشكراً له بحجم السماء وعبق الياسمين

التعليقات مغلقة.