الحرب الغبية على شجرة الكاربس !

8٬400

الحرب الغبية على شجرة الكاربس !

بقلم / أحمد الغريفي

دخلت الشتلات الأولى لشجرة الكاربس الشهيرة إلى العراق في حدود العام 2005 عن طريق تجار جاؤوا بها من الكويت ودول أخرى ..

إنتشرت زراعتها بسرعة كبيرة في البيوتات والحدائق و(الأرصفة) بشكل سريع منقطع النظر لسببين ..

الأول :

قدرتها العجيبة على تحمل العطش وحرارة الجو في العراق وإخضرارها على طول أيام السنة ..

الثاني :

سرعتها في النمو إلى درجة أن تصبح خلال خمس سنوات فقط شجرة ذات إرتفاع شاهق يتجاوز العشرة أمتار !!

هذه المزايا وغيرها العديد من المزايا لهذه الشجرة العظيمة لم تشفع لها عند بعض العراقيين ومنهم المسؤولين حتى وصل بهم الحال أن يشنوا حرباً ضروس عليها بحجة تهديدها للبنى التحتية للأبنية والمجاري !!

وهو (عذر أقبح من الفعل) كما يعبرون لأن المكان الصحيح لزراعة هذه الأشجار ليس في داخل البيوت ولا في الأرصفة ولا قرب الأبنية لأنها أصلاً ليست (أشجار زينة) وإنما (نبات للحماية البيئية) تصلح كمصدات للرياح والأتربة ولإنشاء أحزمة خضراء وتثبيت للتربة الصحراوية المحيطة بالمدن فهي قادرة على تحويل الصحراء القاحلة إلى واحات خضراء خلال سنوات قليلة .

للأسف فإن بعض المسؤولين في بعض المحافظات ودوائر البلدية شن حملة لإتلاف وقطع هذه الأشجار بعد أن نمت وإرتفعت بشكل جميل نشر اللون الأخضر ومد الظلال فإذا بها تقطع بأمر من هؤلاء العباقرة وبشكل (عرضي) مشوّه ليفاجؤونا بتفاجئهم بما عرفوه فجأة عن شجرة الكاربس !!!

نعم إن هذه الشجرة تمتاز بجذور طويلة جداً تمتد عميقاً لتساعدها على النمو بدون الإعتماد على السقي المنتظم ولذلك كان الأجدى بالمسؤولين أن يحرصوا على دراسة كل النباتات قبل إستيرادها وزراعتها ومن ثم إنتشارها .

والأولى بهم (البلدية ، الزراعة ، الإسكان .. إلخ) العمل على مضاعفة حملات زراعة شجرة الكاربس ولكن ليس داخل المنازل وقرب الأبنية وإنما في البراري وجوانب الشوارع المحاطة بالصحراء المقفرة لتتحول إلى واحات خضراء وظل ممدود وثروة خشبية مستقبلية لا تكلف خزينة الدولة بشيء يذكر .

قضية التعامل مع شجرة الكاربس في العراق تشير إلى فقر في الثقافة الزراعية أولاً وإلى خلل في الذوق الجمالي في الهندسة والتنظيم الزراعي الإستتراتيجي بما في ذلك زراعة الزينة والحماية البيئية .

التعليقات مغلقة.