الحشد وبدايات إستئصال الإرهاب من الطارمية

417

الحشد وبدايات إستئصال الإرهاب من الطارمية

بقلم / أحمد عبد السادة

عثور الحشد الشعبي والجيش على أسلحة وأعتدة وعبــــوات ناسفـة ومواد تستخدم بصناعة المتفجـرات وأوكار إرهابية (مضافات) وزوارق يستخدمها الدواعش في الطارمية والقرى المحيطة بها، هو أمر يؤكد بأن تنظيم داعش الإرهابي مُستقر ومُتجذر في الطارمية ، كما يؤكد صواب الدعوات السابقة لشن عمليات عسكرية لتطهير الطارمية خصوصاً ومناطق حزام بغداد عموماً من داعـش وحواضنه ، الأمر الذي يمنح أهمية كبرى لعمليات “إرادة النصر” العسكرية التي تجري حالياً في الطارمية ومناطق شمال بغداد .
المفرح والمشجع بالأمر في عمليات “إرادة النصر” هو أن الحشد يشارك بشكل قوي وفاعل ورئيسي في تلك العمليات، وهو أمر يمنح أملاً كبيراً باستئصال الإرهـاب بشكل نهائي وجذري من الطارمية وأخواتها، نظراً لتجارب الحشد السابقة والناجحة باستئصال الإرهــــاب تماماً من مناطق شبيهة بالطارمية .
طالبت سابقاً بأن يكون ملف الطارمية بيد الحشد الشعبي تحديداً، ليس من منطلق عدم الثقة بالجيش، فالكثير من قادة ومنتسبي الجيش أبطال وشجعان ومخلصون، ولكن من منطلق نجاح الحشد في ملفات مشابهة لملف الطارمية كملف (جرف الصخر) ، ومن منطلق وجود تواطؤ وتخادم بين (بعض) ضباط الجيش وبين الدواعـش الموجودين داخل الطارمية – وأغلبهم بالطبع من سكانها ! ، وهذا التخادم “القاتل” يقضي بدفع مبالغ مالية معينة من قبل الدواعـــــش لبعض الضباط، تلك المبالغ المستحصلة من استثمار الدواعـــــش لبحيرات الأسماك في الطارمية، مقابل السماح لهؤلاء الدواعـش بإدخال السلاح والعتاد والإرهابيين للطارمية وتحويلها إلى بؤرة ومنطلق لنشاطات إرهابية تتمدد خارج الطارمية في بغداد وصلاح الدين وديالى والأنبار ، وهذه حقيقة لا بد من ذكرها.
استناداً لذلك أقول بأن ملف الطارمية الحساس والمعقد يحتاج إلى منظومة عسكرية مختلفة وإلى أداء أمني مغاير ، ولا شك أن الحشد الشعبي هو الجهة المرشحة والمؤهلة الأكبر لمسك هذا الملف ، نظراً لتجارب الحشد الناجحة في تحرير المناطق الوعرة جغرافياً واجتماعياً ومسك أرضها بصلابة ، ونظراً لإستحالة إختراق الحشد من قبل الدواعـــــش وداعميهم ، علماً أن هذا الكلام لا يعني الإستهانة بالجيش وتضحياته إطلاقاً ولا يعني الشك بإخلاص وولاء الكثير من ضباط الجيش وجنوده الأبطال للدولة وحرصهم على حفظ الأمن .

التعليقات مغلقة.