الخزعلي والثقة بالنفس .. سر القوة في المواقف والخطوات

560

الخزعلي والثقة بالنفس .. سر القوة في المواقف والخطوات

بقلم / أحمد الغريفي

(القرار بيد العراقيين) .. قالها بثقة وبدون تردد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي فور إعلان خبر وصول زيارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى قاعدة عين الأسد في الأنبار قبل أشهر ، ثم أردف قائلاً أن الخطوة المقبلة يجب أن تكون هي طرح موضوع تواجد القوات الأجنبية في العراق ومناقشة وضعها لإخراجها ..

ردود الأفعال حينها كانت كاشفة عن تشتت خطير في موقف بعض السياسيين من حيث تبرير الزيارة أو حتى الترحيب بها أو تشتيت الإنتباه عن المشكلة الأصل وهي الإنتهاك الصارخ للسيادة والإستهزاء بدستور العراق وقوانينه المرعية .

بالأمس تكرر الإنتهاك على شكل إعتداء على الشرطة الإتحادية في كركوك راح ضحيته شهيد وجرحى وسط مواقف سياسية خجولة وبعضها يفتقر إلى الثقة بالنفس معتبراً بأن الأمر محسوم أو أن قرار تواجد القوات الأجنبية العسكرية في العراق هو بيد القوى السياسية الأجنبية نفسها في دلالة على مدى الهزيمة النفسية والعمالة والدونية التي يعيشها هذا الطيف السياسي الخانع .

وفي خضم كل هذه المواقف تبرز إلينا مواقف واضحة وواعية وشجاعة ومبدئية تبعث الأمل الكبير بنفس كل عراقي حر شريف وهي مواقف الأمين العام الشيخ قيس الخزعلي الذي أعلن موقفه بكل وضوح وصراحة وشجاعة (قبل وبعد الإنتخابات) أننا نحن العراقيون علينا أن نلجأ للبيت الرسمي العراقي الذي هو البرلمان وأن نتوحد جميعاً خلف قرار وطني يطالب جميع القوات الأجنبية العسكرية بالخروج من أرض العراق ومن أي جنسية كانت (أمريكية ، تركية ، إيرانية ، سعودية ، كويتية ، أردنية ، بريطانية ، سورية .. إلخ) وفي حال عدم إستجابتها فإنها تعني بالضرورة المواجهة بكل أشكالها وأبعادها السياسية والعسكرية والأمنية ..

ولعل أحدث مواقف الشيخ الخزعلي بهذا الصدد ما تحدث به مع السفير التركي في العراق خلال زيارة الأخير له بأن ما يقف عقبة في تطوير العلاقات والتعاون التام بين البلدين هو تواجد القوات العسكرية التركية في مناطق من شمال العراق ، فالرجل لا يُجامل ولا يتساهل مع هذا الموضوع حتى لو أدى إلى خسارته لعلاقات ومصالح سياسية معينة وكل المتابعين المنصفين يشهدون ثباته وإستمراره على المطالبة بخروج القوات العسكرية الأجنبية التي لا حاجة لوجودها أصلاً خصوصاً بعد الإنتصار الكبير الذي حققه العراقيون على زمرة “داعش” التكفيرية .

ولعل أهم نقطة قوة يرتكز عليها الشيخ الخزعلي في مواقفه الوطنية والمبدئية هذه هي إيمانه بمبدأ (الثقة بالنفس) الذي يعتقد به ويُمارسه بحرفية وإتقان وأداء رائع حتى في أيام تشكيل الحكومة الحالية حيث كان يُشدد على أن القرار في النهاية عراقي وبيد العراقيين أنفسهم ، وكرر الأمر بالنسبة للموقف تجاه القوات الأجنبية ، وهو ما يُشجع بإتجاه التحلي بهذه الصفة (الثقة بالنفس) وأن نتوحد جميعاً ونخرج بقرار (عراقي) وطني من تحت قبة البرلمان يعمل على صيانة أمن وسيادة وكرامة العراق إستكمالاً للنصر المبارك الذي تحقق .

فهل سنثق بأنفسنا كما يدعو إلى ذلك الخزعلي ونسجل موقف تأريخية نفتخر بها ؟ لا أخفيكم أن لدي أمل كبير بذلك .

التعليقات مغلقة.