لماذا تُسيء قناة “الحُرّة” للمَرجعيّة الدينيّة ؟

507

لماذا تُسيء قناة “الحُرّة” للمَرجعيّة الدينيّة ؟

بقلم / أحمد عبد السادة

بعد هزيمة واحتراق مشروع “داعش” في العراق ، ذلك المشروع الذي كان مدعوماً من قبل أمريكا وإسرائيل والسعودية وقطر وتركيا ، أعادت أمريكا ترتيب حساباتها وشرعت بقراءة مُعطيات ومُعادلات المشهد الجديد ، وبدأت بتحديد أسباب هزيمة مشروعها “الداعشي” ، كما بدأت بتحديد أسباب إنتصار العراق على ذلك المشروع ، فوَجَدَت أن هُناك قوتين عراقيتين مُترابطتين كانتا السبب الرئيسي في هزيمة مشروع داعش : القوة الأولى هي المرجعية الدينية التي أصدرت فتوى “الجهاد الكفائي” التأريخيّة ، أما القوة الثانية فهي “الحشد الشعبي” الذي هو بالنتيجة الثمرة العظيمة لتلك الفتوى التأريخية .
وبما أن الوَرَقَة الأمريكية – الإسرائيلية – السعوديّة العسكريّة المُسمّاة “داعش” قد تمت هزيمتهــا في العراق ، فقد سارعت أمريكا بالمُباشرة بإستخدام وَرَقَة جديدة للثأر والإنتقام من القوتين الرئيسيتين اللّتين هَزَمَتا مشروعها “الداعشي” في العراق ، وكانت هذه الورقة هي “الإعلام” بهَدَف تشويه صورة هاتين القوتين (المرجعية والحشد) ومُحاوَلَة تسقيطهــا إعلامياً ، وترسيخ نهج إعلامي “أصفر” هَدَفَهُ تقليل الرصيد الكبير لهاتين القوّتين في الشارع وتجريدهُما من دورهما ورمزيتهما المقترنة بالوطنية والتضحية والمسؤولية وتحقيق النصر .
تم إختيار قناة “الحرة” الأمريكية لتكون “الحربــة” المسمومة لهذا النهج الإعلامي الأصفر ، وللبدء بهذا النهج تم تعيين الأمريكي ألبرتو فرنانديز (مُقرب من أولاد زايد آل نهيان وعامل في مركز دراسات إماراتي) مُديراً عاماً لقناة “الحرة” وتعيين الإعلامي الأردني نارت بوران (المدير السابق لقناة سكاي نيوز الإماراتية) نائباً له ، وسُرعان ما بدأ كُل من فرنانديز وبوران بالسعي لتحويل قناة “الحرة” إلى نُسخة شبيهة بقناة “العربية” السعودية وقناة “سكاي نيوز” الإماراتية ، من خلال الإسترشاد بتوجه هاتين القناتين وتبني خطابهما “الطائفي” المُعادي للمرجعية والحشد الشعبي ومحور المقاومة والشيعة عموماً !! .
بعد هذا التغيير “الإداري” في قناة “الحرة” تم إقصاء وإقالة أغلب الكادر “الشيعي” من قناة “الحرة – عراق” ، وسُرعان ما بدأنا نُشاهد في القناة تقارير تُسيء للشيعة وآخرها التقرير الذي أساء للمرجعية الدينية ، وكان ذلك الأمر يتم من خلال الإستعانة ببعض المرتزقة العراقيين المُعتاشين على فُتات القنوات الأمريكية والسعوديّة والإماراتية كغيث التميمي مثلاً .
تقارير “الحرة” المسيئـة بالنهاية هي جزء من حملة إعلاميّة مُنظّمة هدفها تضليل المُجتمع وتأليبه ضد القوى التي هزمت الإرهاب وصنعت الإنتصار ، تمهيداً لتصفية وإنهاء التأثير الاجتماعي لتلك القوى ، بهدف إفراغ المجتمع العراقي من رموزه المؤثرة وتحويله إلى لُقمة سائغة تحت أضراس أمريكا وإسرائيل والسعودية .

التعليقات مغلقة.