مُقارنة أفعال الجماعات الجوكرية بأحداث الإنتفاضة الشعبانية .. مظلومية جديدة للإنتفاضة لتبرير مشروع خبيث

518

مُقارنة أفعال الجماعات الجوكرية بأحداث الإنتفاضة الشعبانية .. مظلومية جديدة للإنتفاضة لتبرير مشروع خبيث

بقلم / أحمد رضا المؤمن

مرة أخرى تتعرض الإنتفاضة الشعبانية المباركة 1991 إلى مظلومية تأريخية جديدة إضافة إلى المظلوميات الكثيرة السابقة عندما تجرأ بالأمس بعض شخصيات مشروع الجوكر الماسوني التخريبي الخبيث الذي تمكن للأسف الشديد من إختراق التظاهرات السلمية المطلبية وحرف مسارها المطلبي الإحتجاجي وتحويلها إلى حراك إنتقامي لتصفية حسابات ضد خط الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية ودعم السياسة الأمريكية وتدخلاتها الفظيعة في العراق والمنطقة .

تجرأ هؤلاء بالإدعاء أن تصرفاتهم التخريبية هي مُبررة ومقبولة ومفهومة مُستندين إلى مقولة كاذبة أن ما حدث في الإنتفاضة الشعبانية هو شبيه لما حدث ويحدث الآن في تحركات التظاهرات الجوكرية !

ولكي نصل مع القاريء الكريم إلى الحقيقة الموضوعية ببساطة وبيان كذب ونفاق صاحب هذه المقولة ومدى ظلمها لتأريخ الإنتفاضة الشعبانية وإتهامها زوراً بأفعال لا يُمكن نسبتها لثوارها لا من قريب ولا من بعيد يكفي أن نجري مُقارنة سريعة وبسيطة بين أحداث وحيثيات الإنتفاضة من جهة وحيثيات وأحداث المشروع الجوكري التخريبية من حرق للمقرات وتخريب وفوضى وتعطيل للحياة المدنية .. إلخ . وكما يلي :

1/ أن الإنتفاضة الشعبانية كان قادتها الروحيين والسياسيين والفكريين هم مراجع وعلماء الدين وبالأخص المرجع السيد الخوئي والسيد السبزواري والشهيد السيد مُحمد الصدر رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .

بينما تظاهرات الجوكر كانت ولا زالت يقودها شخصيات عليها ما عليها من علامات إستفهام ونقاط سوداء في سيرتها المهنية والفكرية والأخلاقية وطبيعة إرتباطهم بمشاريع معهد الحرب والسلام البريطاني والجيوش الإلكترونية التابعة للسفارة الأمريكية والبريطانية ومُنظمات المجتمع المدني المشبوهة في مصادر تمويلها ومشاريعها السياسية والفكرية والذين إتخذوا مُنذ البداية شعار صورة شخصية (الجوكر) المثيرة للجدل .

2/ ثوار الإنتفاضة الشعبانية لم يُمارسوا أي أعمال حرق أو نهب أو سلب بل أنهُم كانوا حريصين جداً على توزيع فتوى المرجع السيد الخوئي بحرمة الدماء وأموال المؤمنين ، وحتى ما حصل خلال الإنتفاضة من حرق ونهب كان بأيادي شريحة معروفة ومشهورة هي شريحة (الفرهود) والموجودة في كل العهود والأزمنة والتأريخ تحدث عن هذه الفئة التي تستغل مثل هذه الأحداث عندما تغيب سُلطة القانون وكما حدث في فترة الحكم الملكي وإلى غاية الإحتلال عام 2003 وإشتهار مُصطلح (الحواسم) أي أن حالة النهب لا تلازمية بينها وبين ثوار الإنتفاضة الشعبانية وثورتهم إطلاقاً .

وحتى حرق الدوائر الحكومية فإن الثوار لم يحرقوا ويضربوا إلا الدوائر الحكومية التي كانت مقراً للبعثيين وأزلام النظام المباد من عناصر الأمن والمخابرات وأمثالهم يحتمون بها ولم يحرقوا أو يضربوا أي مبنى أو أي دائرة حكومية كانت خالية من هؤلاء الأرجاس .

بينما ما حصل في أحداث تظاهرات مشروع الجوكر هو العكس تماماً حيث حصل الحرق والإعتداء على مقرات أحزاب وجهات معروفة بقربها ودورها في دعم وتبني الحشد الشعبي ولها الفضل في إنتصار العراق على زمرة “داعش” التكفيرية كما حدث في محافظة ميسان والديوانية وذي قار والمثنى وغيرها .. بإلإضافة إلى حرق مرقد السيد محمد باقر الحكيم .

3/ الإنتفاضة الشعبانية كانت غير مدعومة من أي جهة بل أن أمريكا أعترفت بصراحة أنها هي من أجهضت الإنتفاضة الشعبانية بعد أن سمحت لصدام بإستخدام الطائرات والأسلحة الثقيلة في قصف وضرب الثوار ومقراتهم .

بينما مشروع الجوكر يحظى بدعم أمني وسياسي وإعلامي وثقافي مُنقطع النظير وهو من الأمور المُعلنة والتي يتباهى بها صراحة بعض مُنظروا مشروع الجوكر أمثال العميل المُرتزق “إنتفاض قنبر” وعبر مُختلف الفضائيات ومنها فضائية (الحرة) .

4/ الإنتفاضة الشعبانية كانت ثورة إسلامية رفعت شعار (لا شرقية ولا غربية .. ثورة ثورة إسلامية) لتأكيد هويتها السياسية وكان قادة الإنتفاضة يدعون ويطمحون إلى رسالة أخلاقية تتخذ من مذهب أهل البيت “ع” منهجاً أخلاقياً وفكرياً وسياسياً لها .

بينما رأينا في مشروع الجوكر وخصوصاً في الشهر الأول كيف أنها إتخذت من كل شيء له علاقة بالدين والمؤسسة الدينية (الشيعية) ورجالاتها عدواً تقوم بتسقيطه بحماس مُنقطع النظير ويتخذون من السكارى وأصحاب السيرة المليئة بالمخازي قدوة لهُم وقادة !

وأكثر من ذلك ما تناقلهُ إعلام السوشيال ميديا الخاص بهم قبل غيرهم من إنحطاط أخلاقي فظيع في بناية المطعم التركي وما حولها لا تزال موجودة ومنشورة عكست صورة مُخزية عن الشعب العراقي بسببهم .

5/ إن الإنتفاضة الشعبانية عانت من تهميش وتكتيم و(إجهاض) إعلامي ظالم حتى أن المقابر الجماعية للشهداء لم يعرف بها الرأي العام إلا القليل إلى يومنا هذا رغم أنها ضمت قرابة (500) ألف شهيد أعدموا ظلماً وإرهاباً بلا ذنب سوى رفضهم حُكم وظلم الطاغية المقبور صدام الهدام .

بينما رأينا وإلى اليوم حجم الدعم الإعلامي الهائل لمشروع الجوكر عبر الفضائيات والسوشيال ميديا بل ومُحاربة وقمع كل رأي مُخالف لهُم في السوشيال ميديا دعماً مُباشراً من إدارة الشركات من خلال حذف كل حسابات ومنشورات الرأي المخالف لهُم .هذه أبرز الإختلافات بين أحداث وطبيعة الإنتفاضة الشعبانية وبين أحداث مشروع الجوكر وغيرها الكثير مما لا يخفى على أي مُراقب مُنصف وموضوعي يستطيع من خلالها كشف كذب وتفاهة تبرير القائلين بتطابق الأداء بين الإنتفاضة الشعبانية وأحداث المشروع الجوكري .

التعليقات مغلقة.