“البشير شو”.. برنامج المهزومين الباحثين عن “تعويض نفسي”

856

البشير شو”.. برنامج المهزومين الباحثين عن “تعويض نفسي”

بقلم / أحمد عبد السادة

يلجأ المهزوم عادةً إلى ما يُسمى في علم النفس “التعويض النفسي” من أجل تحمل مرارة الهزيمـــة وتقبلها وأحياناً من أجل إيجاد “معادل موضوعي” يستطيع من خلاله صناعة شعور “وهمي” بأنهُ غير مهـــزوم !!

برنامج “البشير شو” الذي يقدمه المهرج والقرقوز أحمد البشير أكبر مثال ومصداق على لجوء المهزوم إلى “التعويض النفسي” .

سيتساءل البعض : ما هي علاقة هذا البرنامج التهريجي بالهزائم والتعويض النفسي ؟!

وهُنا أقول : إن برنامج “البشير شو” ليس مُجرد برنامج تهريجي يتضمن بعض النكات والتحشيشات والمفردات والإيماءات والإيحاءات السخيفة ، بل هو ، بالدرجة الأساس ، برنامج سياسي تسقيطي مدعوم من جهات محلية وإقليمية ودولية مشبوهة بهدف تشويه وتسقيط صورة محور مُحدّد هو نفسهُ المحور الذي حقق الانتصار على تنظيم داعـش الإرهابي تحديداً !! ، ولذلك رأينا ولا نزال نرى مُحاولات “البشير شو” المحمومة لتسقيط وتشويه قادة هذا الانتصار وحلفائهم أيضاً ، وكلنا يعرف بأن قادة الحشد الشعبي المضحي هم في مُقدمة الذين إستهدفهم ولا يزال يستهدفهم هذا البرنامج بشكل مُمنهج ومُنظم مُنذ سنوات وخاصةً أثناء مقاتلتهم لداعـش !!

ومُخطيء من يظن بأن “البشير شو” برنامج طائفي رغم مُهاجمته المنظمة لقادة فصائل المقاومة الشيعية . هو بالنهاية برنامج ضد مُحوَر مُعيّن مَهما كانت المكونات المنضوية في هذا المحور ، ولهذا فإنهُ لا يكتفي بالإساءة مثلاً إلى الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري والأمين العام لحركة “عصائب أهل الحق” الشيخ قيس الخزعلي ، بل هو يُسيء لكل المنضمين للحشد من المكونات الأخرى مثل آمر لواء 50 (اللواء المسيحي) ريّان الكلداني ، وآمر لواء 30 (اللواء الشبكي) وَعَد قدو ، ويُسيء كذلك إلى الجهات السنية المنضمة للحشد والمقربة لمحور المقاومة ، وهذا الأمر يؤكد أن الداعمين لبرنامج “البشير شو” هُم أنفُسهُم الذين دعموا داعـش ، وَلهذا فإنهُم يُرسِلون رسالة من خلال البرنامج إلى السُنة والمسيحيين المنضمين للحشد بأنهُ عليهم أن يتركوا خندق الحشد لينضموا لمعسكرهم إذا أرادوا النجاة من العقوبات الأمريكية ، وإذا أرادوا أن لا يُهاجمهم البرنامج !!

ولهذا فإن تركيز “البشير شو” مؤخراً على العقوبات الأمريكية على بعض قادة الحشد ليس اعتباطياً أو مُصادفة ، إذ شاهدنا مثلاً في الحلقة السابقة للبرنامج أن أحمد البشير يقرأ بفرح أسماء بعض القادة المشمولين بالعقوبات كالشيخ قيـس الخزعلي والشيخ أكرم الكعبي ، فضلاً عن قراءته لأسماء قادة يدعو إلى شمولهم بالعقوبات كأبو مهــــدي المهندس وجــــواد الطليباوي وأحمد الأسدي وأبو آلاء الولائي وكاظم الجابري.

وبما أنهُ يوجد جمهور مُعيّن لكل برنامج ، فإن جمهور برنامج “البشير شو” (ذلك الجمهور المؤمن والمصدق والسعيد بما يطرحه هذا البرنامج) هو جمهور المهزومين الذين يبحثون عن تعويض نفسي وإنتصار وهمي من خلال سخافة أحمد البشير . وأستثني هنا طبعاً ذلك الجمهور الذي يتابع “البشير شو” من منطلق فكاهي أو الذي يُصدق به بسبب حملة التضليل وغسل الأدمغة.

إن البعثيين والدواعـش والمتعاونين معهم وأتباعهم وجمهورهم بسبب هزيمتهم المنكرة في ميادين القتال فإنهم يشعرون بأن “البشير شو” يعوضهم عن تلك الهزيمة ويمنحهم إحساساً وهمياً بأنهم إقتصوا من الذين إنتصروا عليهم وهزموهم !!“البشير شو” هو برنامج المهزومين الذين يبحثون عن إنتصار وَهمي وبطولة مُزيفة من خلال الإنتقاص من المنتصرين والأبطال الحقيقيين .

التعليقات مغلقة.